أخشى من الانهيار ببطء الزبدة

0 198

سالم الواوان

استمرار التدمير الذي يحدث للبلاد، وفي كل المجالات امر مخيف، بل يمكن أن يكون متعمدا من البعض، وإلا، فكيف تراجعت مؤشرات التنمية، وباتت البلاد محلك سر منذ فترة طويلة، رغم تغير مجالس أمة وتعاقب وزارات، لكن لا شيء تغير، فاين نحن حاليا من دول الخليج، بل من دول المنطقة، فضلا عن كل ذلك، زادت حدة الاحتقان والهلع بينما يسأل المواطنون حاليا ومن جميع الأطياف: هل من مخرج، وإلى أين تسير البلاد؟
وفي الوقت الذي يمر فيه العالم بأزمة غذاء جراء الحرب على أوكرانيا يسعى بعض التجار الى سحق الأغلبية الكبيرة من الشعب، لا سيما الطبقة المتوسطة، ووصل بهم الجشع حدا كبيرا، حتى الهواء لو كانوا يستطعيون حجبه عن الناس لفعلوا، ونتساءل أيضا: أين الحكومة من هؤلاء؟
وتعالوا بنا نحصي جانبا من التدمير الذي أصاب مفاصل الدولة في كل مكان، فيما
المواطن هو الضحية في كل ذلك، بدءا من التركيبة السكانية، مرورا بالعلاج، والتعليم الذي فسد على أيدي بعض من قياداته، وصولا الى الرياضة حيث اصبحنا الأسوأ في جميع الألعاب، فمثلا يفوز منتخب اندونيسيا على منتخب الكويت على ارضه وبين جمهوره! في الاقتصاد نعاني خللا وشللا كبيرا اثر على ميزانية الدولة الغنية بشكل واضح وجلي وهي حاليا تبحث الاستدانة، أتصدقون ان الكويت الدولة الغنية تبحث عن الاستدانة من الخارج؟
فنيا، هناك تراجع كبير واعمال مسلسلات، إما هابطة أثرت سلبا على السلوك الاجتماعي وسمعة الوطن، وإما متواضعة لا تغني ولا تسمن من جوع، سوى ضياع وقت المشاهد واستغلال تلفزيون الدولة في تنفيع بعض السقط الفني، وذلك أيضا على حساب الوطن والمواطن، وكل تلك امثلة فقط، لو حاولنا الحصرلاحتجنا إلى مقالات تستغرق صفحات الجرائد يوميا.
كل هذا يجعلنا نخاف من الانهيار، وهو ما نحذره، بل نخشى أن نقع فيه، فماذا تنتظرون؟
نقول هذا من قبيل قول ذاك الأعرابي الذي قال لخليفة المسلمين العادل امير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما شاهد خللا في إدارته: “اتق الله ياعمر”، وعندما قال له بعض الصحابة: “امثل عمر يقال له اتق الله ياهذا”؟ رد عمر قائلاً: “لا خير فيكم ان لم تقولوها، ولا خير فينا ان لم نسمعها”.
اشهد بالله ان بلدي الكويت تعاني من خلل كبير في الحكومات المتعاقبة التي جعلت البلد مشلولا، ويتراجع بقوة إلى الوراء، بفعل المحاباة والتنفيع، ونقول: لم تعد المجاملة في مثل هذه الحالات مطلوبة لأن الأمر يتعلق بمستقبل وطن وأبنائه، فيما هناك من هم حولنا من يتربصون بنا. الاتحاد السوفياتي كان اعظم قوة وانهار في ايام معدودة، وعندما اختار غورباتشوف رئيس وزراء جديدا لإنقاذ البلد 1986 قال:” لم تتركوا لي شيئا انقذه، لن استطيع منع الانهيار، تدرون لماذا يا فخامة الرئيس ان الوقت فات، لكن الذي استطيع فعله أن اجعل الانهيار يتم ببطء”.
وأخشى ما نخشاه أن نكون على طريق الانهيار ببطء إذا استمرت الحال على ما نحن عليه، يقول الله في محكم كتابه: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ”، هل من معتبر؟

$ صحافي كويتي

salemalwawan@yahoo.com

You might also like