أزمة القمح العالمية… “كلاكيت ثاني مرة” كلوروفيل
د. ريم أحمد الهزيم
للمرة الثانية خلال خمسة أسابيع فقط فرضت الهند قيودا جديدة على صادرات طحين القمح بدءا من الأسبوع المنصرم، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من امس 12 يوليو الجاري.
تأتي هذه الإجراءات بسبب التغيرات المناخية التي تسود العالم، وموجة الحر التي أضرت بالمحاصيل، وايضا بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية التي ساهمت بشكل كبير في اضطراب سلاسل امدادات الغذاء، وتزويد الأسواق العالمية.
وقد أعلنت الهند، وهي ثاني أكبر منتج للقمح في العالم بعد الصين، في بيان اصدرته، أن التعديلات ستكون على طحين القمح (الدقيق)، وطلبت من التجار الحصول على اذن حكومي مسبق قبل التصدير حفاظا على الجودة، وهي بذلك ساهمت في ارتفاع أسعار القمح، المحلية والعالمية، الى مستوى قياسي، وعزلت أسواقها عن الأسواق العالمية. بدراسة وبذكاء شديد انتجت الهند 109 ملايين طن من القمح في عام 2021، لكنها لم تصدر سوى سبعة ملايين طن، وهي بذلك تؤمن الغذاء لمواطنيها.
في المقابل يمثل انتاج روسيا وأوكرانيا نحو ربع الامدادات العالمية من القمح، لكن الحرب المستمرة بينهما عرقلت سلاسل التوريد، وسببت نقصا حادا بالقمح من اجمالي انتاجه ومخزونه في جميع أنحاء العالم. كما فرضت السلطات الهندية في شهر مايو الماضي حظرا على تصدير انتاجها من السكر، الذي سيستمر حتى شهر أكتوبر المقبل.
في ظل الأزمة الحالية هناك الكثير من دول العالم التي تواجه صعوبات في تدبير امدادات القمح، وان كانت تملك الأموال كـدول الخليج العربية، لكن لا يوجد سوق لتشتري منها. ثمة انعكاسات كثيرة مرتقبة جراء تقليص صادرات القمح، والنقص المصاحب لها في الأسواق العالمية، سوف يشهدها العالم جراء الحروب والكوارث، وحظر حكومات بعض الدول، الذي بدأ مع القمح وأعقبه السكر…فماذا بعد؟ هل آن الأوان كي نصحو؟
هناك خطر محدق يلوح في الأفق وهو بحاجة الى صحوة، ولا يخفى على أحد أن القمح من أهم محاصيل الحبوب في العالم، إن لم يكن أولها، ويزرع أساسا للحصول على الدقيق في صناعة الخبز (قمح الخبز)، أو صناعة المعكرونة (القمح الصلد أو الدكر أو القاسي)، والمنتجات الثانوية مثل الردة والقش وغيرها.
القمح سلعة اقتصادية ستراتيجية مهمة يجب أن تأخذ وضعها في البلاد للمساهمة في تقليل الفجوة الغذائية بزيادة المنتج المحلي، وتقليل المستورد، ويدا بيد سنتمكن من ذلك حيث انتشرت في الآونة الأخيرة بعض التجارب لمزارعين من الوفرة والعبدلي، ونتمنى من الحكومة، ممثلة بالجهات المعنية، دعمهم وتشجيعهم…والى مستقبل أخضر مثمر إن شاء الله.
دكتوراه في فلسفة النبات، كاتبة كويتية
dr.reem2035@gmail.com