أعداء السعودية والأقلام المأجورة
سلمان بن محمد العُمري
ما فتئت بعض الأقلام المأجورة، ومن يوجهها من القيمين على الحملات المسعورة ضد المملكة العربية السعودية يحاولون بين حين وآخر الإساءة لهذا البلد المبارك المعطاء بالأكاذيب، أو باختلاق المواقف، واصطناع بعض الأحداث المدبرة والمخططة التي تتفق مع أهدافهم وأمانيهم الدنيئة، وهؤلاء يتاجرون بالقضايا الدولية تارة وبحقوق الإنسان تارة أخرى.
والمملكة العربية السعودية حين تؤدي دورها الريادي، عربياً وإسلامياً، وتؤكد حضورها وتأثيرها الدولي فإن هذا مما يغيض الأعداء القريبين والبعيدين، والمملكة حين مارست دورها القيادي، عربياً وإسلامياً، في الدفاع عن وحدة واستقرار وسيادة الدول، الشقيقة والصديقة، وحمايتها من العبث الذي كان يراد لها من قوى الشر المعادية، لم يرق هذا العمل النبيل لمحاور الشر، فسعت إلى تشويه الصورة الحسنة للمملكة ليس في الغرب، بل حتى بين الدول العربية والإسلامية، فحيناً بتهم التطرف والغلو، وأنها مصدر ما يسمونه “الإرهاب الإسلامي”، وفي أكاذيب أخرى بانتهاكات حقوق الإنسان والحريات.
الأعداء منهم من يكشف عن وجهه، ويعبر عن غاياته بصريح العبارة، ومنهم من يلمز ويغمز، ومنهم من يتستر ويتكتم، ومنهم من يدس الدسائس، ويخلق الفتن، ومنهم من هو في الخارج، ومنهم من جنى خير البلاد في الداخل أو في بلاده، تجمعهم غاية وهدف واحد، ألا وهو إخفاء نور الحق والحقيقة، وإبقاء الناس في غياهب الظلام، وكهوف الباطل.
لقد كال أعداء الأمة ضرباتهم لهذه الأمة سراً، وسعوا إلى ضرب الأمة ودينها بشكل مباشر ووجدوا ضالتهم بتوجيه السهام الخبيثة إلى رأس الإسلام ومنبعه وحصنه الحصين، فصاروا يكيلون التهم والأباطيل جزافاً على المملكة، تارة باسم حقوق الإنسان، وهم أبعد الناس عنها، وتارة باسم الحضارة، وهم قد صاروا أعداءها، وتارة باسم الحرية، وهم أول من كتم أنفاسها، وتحولوا سجانين للبشرية كلها، وتارة باسم الديمقراطية، وهي ديمقراطية تكيل بمكيالين أو أكثر تقاس بمقياس الهوى، وتارة باسم التطور وهم قد لجموه لجماً، وتارة باسم معاداة التخلف وهم يسلكون سلوكيات العصور الوسطى القمعية، وإن الهدف واضح، والحملات الشعواء واضحة العناوين والمضامين، والأمر بيِّن، والإسلام هو المستهدف، وهو القضية الكبرى التي يحتالون عليها لتحطيمها.
قال تعالى:”وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الأنفال:30).
المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، كانت ولازالت قلب الأمة النابض، ومحل الثقة والآمال التي انعقدت عليها في العالمين، العربي والإسلامي، وأدت دورها ومسؤولياتها بنجاح رغم التحديات الداخلية والخارجية التي واجهتها، وخطت خطوات رائدة على كل المستويات لتشكل نهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية متميزة، مما أغاض الأعداء فأصبحوا يكيلون التهم الجزاف ويسعون للإساءة لها.
على أبناء الأمة مسؤولية كبيرة في إثبات الحق وعدم تصويرهم للأمور على غير حقيقتها، وبسيرهم في شعاب الباطل الذي يأتي من وراء البحار، وباتباعهم شهوات الأنفس والشياطين، ويبعدهم عن الصواب، وببدعهم التي ابتدعوها.
وأما الأعداء فإننا نؤكد لهم أن اللعبة قد صارت مكشوفة، ولا داعي للتواري والتستر، وليقولوا ما يشاؤون، ولتكن لديهم الجرأة للنقاش والحوار الحر الصريح، وليأتوا ببراهينهم إن استطاعوا، فلم يكن يوماً همنا الاعتداء، لا سمح الله، أو البغي في الأرض.
لقد كنا، وما زلنا وسنبقى، دعاة السلام والوئام وحضارة الإنسان، وتحقيق إنسانيته قبل كل شيء، والذين يغيظهم الأمر كادوا وسيكيدون لنا، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.
والمملكة العربية السعودية التي برهنت للعالم أجمع المفهوم الحقيقي”للحمة الوطنية” بين الراعي والرعية، لا تزعزعها الأكاذيب والأراجيف، ومما يثلج الصدر أن الوحدة الوطنية والتماسك الشعبي الذي ترجمته الأفعال قبل الأقوال حيث أن من يتابع برامج التواصل الاجتماعي من “هاشتاقات” وتغريدات ومقالات من أبناء الوطن الغيورين على وطنهم وولاة أمرهم، يكتشف هذا الحب الكبير الذي يزداد وقت المحن والشدائد، وتظهر على الملأ صور التكاتف والتعاون بين القيادة والشعب.
والمملكة العربية السعودية سياستها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، لا تعمل في الخفاء، وليس لديها ما تخفيه في إيضاحها للحقائق والرد على إعلام الفوضى الذي سقط في وحل الأكاذيب.
كاتب سعودي
alomari1420@yahoo.com