أكتوبر عيد الكرامة

0 182

د.عادل السعدني

هلت علينا نسمات اعياد انتصارات اكتوبر المجيدة، لتلهب فينا الحماسة لمواصلة القتال في ميادين أخرى لرفعة وطننا الغالي مصر، فلم تكن حرب اكتوبر 1973 تمثل انتصاراً عسكرياً فقط، بل هي تعبير كبير عن ارادة شعب أبي تحمل الكثير من التضحيات من خيرة ابنائه من جنود وضباط القوات المسلحة من أجل استرداد الكرامة والارض، فكانت ملحمة اسطورية تكاملت فيها رؤية القائد مع ارادة الابطال الشجاعة وتحمل ابناء الشعب المصري، فلم يتوان أحد عن تلبية نداء الواجب والتضحية بالغالي والنفيس، حتى تتم اعادة الكرامة للأمة العربية، واسترداد الارض المغتصبة عدواناً، وإظهار قدرة العسكرية المصرية التي أعطت درساً للاحتلال، فيما أصبحت ستراتيجياته تدرس في كليات الحرب العالمية، وتحطيم مقولات الموانع الاسطورية والجيش الذي لا يقهر، وتحييد الذراع الطولية للمعتدين، فرغم مرور نحو خمسين عاماً على حرب أكتوبر الا أنها لا تزال تعيش في قلب كل مصري وعقله، وتمد الوطن بالطاقة لتحدي المستحيل، وهو المفهوم الذي تتبناه القيادة السياسية المصرية التي تؤكد دائماً أن لا شيء مستحيل، بل بالعمل الجاد والايمان يستطيع المصريون الوصول بوطنهم الى ما يصبو اليه من مكانة على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتمــــــــاعية والثقافية، ويصبح له تأثيره ووزنه في السياسة الدولية والاقليمية من أجل تحقيق الاستقرار، ونبذ العنف، والوقوف الى جانب الحق، ومساندة القضايا العربية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وفي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بسلام داخل دولته المستقلة، وفق قرارات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس الشرقية.
حرب أكتوبر لم تكن حرباً عدوانية، بل حرب كرامة لدحر العدوان وتحقيق العدل واسترداد الارض، وستظل دائماً في قلوبنا تعلمنا معاني الوطنية والفداء.

عميد كلية الاداب
جامعة قناة السويس المصرية

You might also like