أمير الكويت أنموذجاً للحكم
د. عبدالناصر سند العكايلة
بطلته الانسانية الكريمة وابتسامته التي لا تفارق محياه، تجذبك كاريزما شخصية وانسانية قل مثيلها لملوك وأمراء وحكام، فسمو أمير الكويت يتجاوز حدود النظر والرؤية، فيسبر غور الأفكار، فكلماته ببساطتها وعفويتها الا أنها وطنية وعروبية وفطرية نظيفة، تخرج من حاكم عركته تجارب السنون، وصقلت فكره النابض بكل معاني الحكمة والتبصر وثقابة القرار.
لم يسطر قلمي يوما عن أي حاكم أو ملك عربي في وطننا العربي الكبير، فكل يتحدث عن نفسه بنفسه، الا أن ما استوقفني للكتابة عن سمو أمير الكويت الشقيقة أن أميرها الوالد كما يناديه أبناء الكويت الاشقاء، وهو مثال للوالد الكبير يشع طاقة وحيوية ونشاطا، فقد استرعى انتباهي زيارته الأخيرة للصين، وكلنا نعرف ماهي الصين وثقلها ودورها، والملفت في هذه الزيارة ان توشحت بمظلة عروبية، وليست كويتية فقط، فحمل هذا الأمير الحكيم وهو حكيم العرب ابتداء هم الوطن العربي اقتصاديا وسياسيا، وربما لم يظهر الاعلام ذلك بصورة على جداره المرئي امام العامة، الا ان ما رشح من تلك الزيارة يجعلنا نقف اجلالا واحتراما لمثل هذا العربي الاصيل في أصله وفكره وقلبه الكبير.
الكويت العزيزة علينا جميعا لم تكن يوما الا حاضنة لثقافة العرب ومنتجتها، فمجلة “العربي” ليست الا مثالا على ذلك، والكويت كانت على الدوام صاحبة اليد البيضاء على كل شقيقاتها، بالدعم والمساندة والعون ماديا وسياسيا، فلم تحد يوما عن اجماع العرب او تجمعهم، ولم يكن ذلك الا لحكمة القيادة والرؤى التي انتهجت خطا عروبيا وقوميا يستحق ان يكون المثال والانموذج في دساتير الحكم والقيادة.
اليوم وأنا في الاردن أسطر بتواضع قليل كلماتي عن حكيم العرب، لا نخفي حاجة العرب جميعا لامثلة عروبية ووطنية بامتياز يكون سمو أمير الكويت الغالية مثلها وقدوتها، فوضعنا عربيا لا نحسد عليه ابدا، فقد فتكت بنا جميعا أنانية المصالح الضيقة، وباتت شراذم التطرف تهدد أمننا واستقرارنا، وللكويت وأميرها كل معاني التمني والدعاء بان يحفظها ارضا وكيانا وشعبا، وان يبقي عليها حكيمها وأميرها ويسبغ عليها وافر النعمة والرخاء.
استاذ القياس النفسي المساعد في الجامعة الاردنية