أنس الصالح ينقذ الموقف
علي باجي المحيني
حسناً فعل نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون مجلس الوزراء، أنس الصالح بكتابته تغريدة كشف فيها الحالة الصحية المطمئنة لسمو الأمير، حفظه الله ورعاه، وهو بذلك سحب فتيل أزمة فتنة افتعلها بعض المرجفين لأسباب لا يتسع المجال لذكرها!
تداول المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى نطاق واسع تغريدة الوزير انس الصالح، وسادت حالة من الهدوء والطمأنينة، بعد أن حبس المواطنون انفاسهم خوفاً وقلقاً على صحة والدهم وحبيبهم وأميرهم، بسبب نشر حسابات مشبوهة، غير معلومة المصدر، في وسائل التواصل معلومات مغلوطة وغير صحيحة، عن الحال الصحية لسمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، حفظه الله ورعاه وأمد الله في عمره أعواما مديدة وطويلة.
تغريدة الصالح كانت في الوقت المناسب والملائم، وهذا الوضع الرمادي يستوجب مثل هذه المبادرات الذكية، سواء كانت ارتجالية من الوزير الصالح، أو بتوجيهات من سمو رئيس مجلس الوزراء، وحقيقةً تثبت الأحداث اليومية المتسارعة والمتلاحقة صوابية وصحة الدعوات التي تطالب بتنقيح قانون الجرائم الالكترونية، والتشدد مع الحسابات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا تتكرر حوادث مماثلة، وغير صحيح ما يدعيه البعض حول تعارض التشدد مع الحسابات الوهمية وحرية الرأي والتعبير، التي كفلها وحصنها الدستور في المادة 30 التي تنص على أن “الحرية الشخصية مكفولة”.
في هذا المجال نعرض لأربعة أنواع من الحريات الشخصية، وهي: حرية الأعتقاد وحرية الصحافة وحرية المراسلات وحرية الاجتماع، والتذرع بأن تنقيح القانون فيه خنق ووأد للحريات، كلام لا ينطلي على أحد، فالحرية لا يمكن أن تكون مطلقة، ومنفلتة وبلادحدود، ومن غير المقبول اعتبار الاشاعات الكاذبة، ومحاولات زعزعة الامن المجتمعي، والتعرض لرموز البلد، ونشر معلومات مغلوطة عنهم نوعا من الحرية!
نعم هناك انفلات وتهور، والكويت آخر اهتماماتهم، ونعم يجب أن ينظر الى القوانين الخاصة بالصحافة الالكترونية نظرة جدية، وفي موازاة ذلك لزاماً أن يفتح المجال لمزيد من الحريات في التعبير عن الآراء والنشر، وفي القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنمية البشرية، ووفق معلومات من بعض المصادر فان الاصوات التي تنادي بالتشدد وتكميم الافواه لن تجد صدى على المستويين، الحكومي والبرلماني، كون المناخ الاجتماعي والسياسي في الكويت يحظى بأرضية خصبة، وقواعد ثابتة تدعم الحريات المنضبطة،
ومن المؤسف ما يُلاحظ من تبادل اتهامات مبطنة من بعض الخصوم السياسيين، ومحاولة استغلال الازمات المتلاحقة في الصاق التهم في بعضهم بعضا، فالكويت تعيش وسط اقليم ملتهب وألسنة اللهب ما تزال مشتعلة في الجوار القريب، وعلى هؤلاء المحترمين وضع مصلحة البلد نصب أعينهم ووضع خلافاتهم جانباً.
كاتب كويتي