إحلال بلا معايير!

نايف عبدالهادي القحطاني

أعلنت وزارة التربية أسماء نحو الفي معلم ومعلمة من مختلف التخصصات شملهم الإحلال، وإن كنت أرفض هذا المصطلح فالإحلال هو الاستبدال، وما حدث هو إنهاء خدمات، لأن البديل غير جاهز، والسبب في عدم جهوزيته هو نظام التعليم في الدولة الذي تفشت فيه المحسوببة والغش والتجاهل المتعمد لمشكلاته.
هذا القرار الارتجالي الذي اتخذ لدغدغة مشاعر بعض المواطنين الذين صورت لهم وسائل الإعلام أن سبب تردي جميع قطاعات الدولة يرجع لوجود المقيم في هذه القطاعات، وهو ـ قطعا ونهائيا ـ غير صحيح، فالمقيمون منهم الكفاءة ومنهم السيئ، حالهم حال المواطنين، لكن تأكد أن بقاء المقيم السيئ لم يكن ليكون، لولا وجود ابن البلد السيء خلفه، فهو يستتر خلف هذا المقيم السيء لإخفاء نتانة أفعاله، فلاحظ كيف تتهافت القيادات السيئة لتعيين مستشارين قانونيين أجانب لتغليف فضائحهم بغطاء قانوني يحميهم.
هذا القرار غير المدروس لم يعتمد على معايير محددة وواضحة للجميع، ولم يتم استشارة أي جهة مشرفة فيه، وكان من الأحرى، بل لابد من استشارة أهل الميدان من توجيه وإدارات مدرسية لتبين لهم خطورة هذا القرار، فبعض من شملهم القرار لا يوجد بديل جاهز لهم كالمعاهد الدينية التي تعتمد على مواد تخصصية شرعية كالفقه والحديث وغيرها من علوم الدين، فالمتميز من الكويتيين لا يحبذ القدوم لها لعدم استقرار إداراتها بسبب الحرب من بعض مسؤولي التربية تجاههم، وقلة حوافزها مقارنة بوزارتي الأوقاف والعدل، فتم إحلال ما يقارب الخمسة والستين معلما من دون وجود بديل ما سيؤدي لوجود نقص شديد في العام القادم.
وأنا على يقين أن الوزارة ستلجأ لتعيين أعداد جديدة في العام المقبل لسد هذا النقص، كما حدث في عمليات الاستغناء السابقة قبل أعوام.
ولن أتحدث في هذا المقال عن سوء توقيت هذا القرار، ولا عدم مراعاة ظروف المستغنى عنهم فغالبية الإخوان والأخوات في الميدان تحدثوا عنه وأجادوا في شرحه، لكن سأوجه رسالة للمسؤول عن هذا القرار الارتجالي، وأقول له: “يجب أن تدرك أن هناك وظائف في الدولة لا يهم جنسية من يؤديها؛ لأنها تعتمد على كفاءة من يقوم بها ومن أهم هذه الوظائف المعلم والطبيب، فتعليم البشر وأرواحهم لا يمكن تسليمها لأي شخص كان.
واعلم أن ارتجال هذا القرار لأجل استرضاء فئة عنصرية حاقدة لا تبصر أهمية التعليم بالنسبة للمجتمعات سيعود عليك عاجلا أم آجلا، فسهام الليل لا تخطئ هدفها.

كاتب كويتي
@nayefalsayaah