إلى من يهمه الأمر
د. ريم أحمد الهزيم
القطاع الزراعي، لقد بح صوتي وجف قلمي وأنا أتكلم وأكتب عن القطاع الزراعي في دولتنا الحبيبة الكويت، حيث انه يعاني من اضرار ومشكلات وأزمات تتعلق بعدة أمور منها التلوث البيئي وندرة المياه ونقص الخدمات وتغير المناخ وقلة الأيدي العاملة المدربة فضلا عن مشاكل التسويق الزراعي والطامة الكبرى، وجود مسؤولين لا يفهمون بالزراعة ولا تخصصهم زراعة لا من قريب ولا من بعيد؛ مشاكل تحتاج التصدي لها لا الى تعزيزها.
نأمل بالتطلعات العليا والطموحات والنهضة الإصلاحية التي ظهرت مع العهد الجديد الى تطوير القطاع الزراعي باعتباره رافدا مهما للأمن الغذائي يتوجب الاهتمام به و اصلاح الهرم الوظيفي المتخصص به ومن بعدها ينصلح الحال تباعا.
الأجدر أن نقف الى جانب المزارع الكويتي المنتج نحمله الأمانة والمسؤولية والثقة بما يخدم مصلحة الزراعة والقطاع الزراعي.
لابد من اعادة النظر في عملية تسويق المنتج المحلي لتفادي العواقب الوخيمة التي ستحل بالقطاع الزراعي مع بداية الموسم الزراعي الجديد فنحن مقبلون على وفرة في الإنتاج لابد أن نخطط لها ونتفادى مشاكل حرارة الشمس وهطول الأمطار الغزيرة المسببة لاتلاف مخزون المنتج وضيق المساحة والتكديس.
ان خسارة المزارع الكويتي المنتج لا ترضي أحد فلنمد يد العون له بالتسويق الأمثل لتسويق المنتجات الزراعية لابد أن تكون من ضمن الأولويات وبنظرة شمولية ونبدأ من حيث انتهينا فقد اكتسب القائمون عليها ما يكفي من خبرة ومعرفة لتقليل الوقت والجهد، فهي ترتكز على أسس وتجارب تمت سابقا فنستفد من الأخطاء والتجارب.
أنا اجزم بأن الاهتمام بالقطاع الزراعي واعطاءه المزيد من المساحة سيتطور وينمو وإقامة مشاريع مساندة زراعية وتجارية من شأنها أن تكون رديفا أساسيا وداعما للاقتصاد الوطني.
ان مشكلات القطاع الزراعي متشعبة و متداخلة بين اطراف عدة منها الجمعيات والمؤسسات الزراعية والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية و سوق العمل والوكيل الموزع للمنتجات الزراعية واساس هذا القطاع هو المزارع الإيجابي والمبادر والمنتج الذي يستحق الدعم والتشجيع دون اغفال للمزارع السلبي المستهلك الذي حصل على حيازات زراعية لأغراض غير الزراعة.
نحن ندق ناقوس الخطر ونحذر من الممارسات السلبية التي تعيق تنمية وتطوير القطاع الزراعي وتسويق المنتج المحلي فلابد من تضافر الجهود ووضع الخطط وتذليل العقبات والتفكير بشكل علمي وعملي في توفير الامن الغذائي الذي اصبح من اساسيات الحياة فضلا عن كونه احد اهم البرامج التي تشغل الحكومات في خططها التنموية.
هذه رسالة نتمنى على السلطتين التنفيذية والتشريعية الاهتمام بها ودراستها والاستعانة بالكوادر المتخصصة لوضع رؤية شاملة لإصلاح هذا القطاع قبل ان يتحول الى ازمة كبيرة يصعب إيجاد الحلول لها. ان هذه الدعوة تأتي من حلمنا ورغبتنا وحاجتنا الى مستقبل أخضر مثمر ان شاء الله.
د. دكتوراه في فلسفة علم النبات
كاتبة كويتية
dr.reem2035@gmail.com