إنجازات روحاني خلال وجوده في نيويورك

0 351

حسين داعي الاسلام

ذهب رئيس جمهورية الملالي إلى نيويورك حاملا معه ورقة “عملية الطائرات بدون طيار والصواريخ” التي أطلقت على “ارامكو” ومع مشروع الملالي المضحك”مبادرة هرمز للسلام”، وكان متوهماً أنه سيستطيع الحصول على امتياز من الطرف الآخر. هو ونظامه بحاجة شديدة للحصول على هذا الامتياز للخروج من الحصار الاقتصادي الخانق.
روحاني لم يصل لشيء في لقائه مع بوريس جونسون الذي وصل حد القهقهة دون مبرر أو مناسبة، وسعى فيه نحو تليين خصمه وحول روحاني نفسه أضحوكة في الفضاء الافتراضي. وفي الوقت الذي ما زال فيه يتجول روحاني في أروقة الأمم المتحدة يتسول لقاء أحدهم، بدأت الصراعات داخل النظام حول سفره.
في مجلس شورى النظام أصبح الملالي متوترين وبدأ صراع العقارب يصل لذروته. صحيفة”كيهان” الرسمية التابعة لخامنئي كتبت عنوان أحد مقالاتها” أقل توقع منتظر من حسن روحاني كان الامتناع عن لقاء الرئيس الفرنسي لحفظ حرمة وعزة إيران الإسلامية. وقيل ان هذا اللقاء قد خططت له قبل صدور البيان المشترك للدول الأوروبية الثلاث، وهذا عذر أقبح من ذنب. لأن إلغاء هذا الاجتماع كان ضروريًا بعد صدور البيان العدائي الذي أجرته الترويكا الأوروبية، ولم يكن لقاء روحاني لماكرون أي معنى آخر سوى تجاهل كرامة جمهورية إيران الإسلامية”.
لم تنته اللقاءات، حتى وصل خبر فشل سفر روحاني لمسامع خامنئي. خامنئي وخلافا للتوقعات لطالما لم ينتظر أي ليونة ودعم من أوروبا، وعلى الفور قال في لقائه مع مجلس الخبراء: “الأوروبيون يدخلون ظاهريا كوسطاء ويتكلمون طويلا ووعودهم فارغة. الأوروبيون التزموا فعلياً العقوبات الأميركية ولم يقوموا بأي عمل ومن الآن فصاعداً من المستبعد أن يقوموا بأي عمل للجمهورية الإسلامية”.
هذه الهزيمة لحكومة الملالي كانت ثقيلة لأنها استثمرت فيها لأشهرعدة وكانت تتوقع نتائج.
وقد أخبرته جهات أجنبية أن لا أخبار عن تخفيض أو رفع العقوبات، وإذا لم يتم التفاوض مع الولايات المتحدة، فستزيد العقوبات.
إن لجوء خامنئي لأدوات الضغط للحصول على امتياز في المفاوضة مع الشيطان الأكبر وضع السجل الأسود لأعماله الإرهابية العابرة للحدود بين يديه. مما حدث باعتقال أسد الله اسدي وبحوزته قنبلة كان المقرر تفجيرها في تجمع”مجاهدي خلق” حتى التلغيم الليلي والسري للسفن واختطاف ناقلة النفط البريطانية، وإسقاط المسيرة الأميركية، وحتى خفض الالتزامات النووية الخاصة بالاتفاق النووي مرحلة بمرحلة، وأيضا إطلاق الصواريخ، وإرسال المسيرات لتفجير المنشآت النفطية السعودية، جميعها كانت أعمالاً لجأ إليها خامنئي لأنه يعلم ان الولايات المتحدة لن تقدم على تنفيذ عمل عسكري. وأساس هذه الأعمال كان كلامه في 29 مايو:”إذا تم استخدام أدوات الضغط بشكل صحيح، فإن الضغوط الأميركية إما ستنخفض أو ستتوقف. لكن إذا خدعنا بدعوة الأميركيين للتفاوض ولم نستخدم أدوات الضغط، فإن خسارتنا مؤكدة”.
لكن كل ذلك كان قطعاً من اللغز، وعندما وضعت معاً، سجلوا هزيمة ستراتيجية للداعم المركزي للإرهاب.
الجانب الأميركي صعد من العقوبات بدلاً من العمل العسكري، لأنه علم ان العقوبات ضغطت على حلق حكومة الملالي وأضعفت، أو قطعت الشريان المالي لمرتزقتها خارج الحدود.
إلى جانب العقوبات، توصلت الولايات المتحدة إلى توافق مع ثلاث دول أوروبية رئيسة. كان بيان الدول الثلاث، بالإضافة إلى موقف بوريس جونسون ودعوته لإبرام اتفاقية جديدة بدلاً من الاتفاق القديم، علامات على هذا الفشل الستراتيجي.
وخامنئي قال سابقا بلهجة توبيخية:” إذا تراجعت أميركا عن كلامها وتابت وعادت إلى الاتفاق النووي الذي نقضته سابقاً، وأصبحت في عداد دول الاتّفاق، يمكنها حينها أن تشارك في مفاوضات دول 5+1 مع إيران.
ومن دون ذلك، لن يكون هناك مفاوضات على أي مستوى بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية والأميركيين، لا في رحلة إلى نيويورك او غيرها”.
وبعد أيام قليلة من هذه التصريحات، وخلال وجوده في نيويورك أعلن روحاني أنه إذا تم رفع العقوبات فإن إيران مستعدة للدخول في مفاوضات لإجراء تغييرات طفيفة على الاتفاق النووي. والجميع يعلم ان المقصود من هذه التغييرات الجزئية هو التخلي عن العبث، والتدخل الإقليمي، والصاروخي ودعم المرتزقة. كما قال روحاني صراحةً: “إذا كنت تريد المزيد ، فعليك إعطاء المزيد”.
لكن كلام الطرف المقابل كان لن يتم رفع العقوبات، وتم تشديد العقوبات على خناق النظام، وتمت مقاضاة وملاحقة 11 شخصية حقيقية وحقوقية صينية للتعامل مع النظام.
سبب الفشل:
اعتقد النظام أنه إذا قام بأعمال إرهابية، فسيكون قادرًا على ابتزاز الأموال والحصول على امتيازات، لكنه لم يكن يعلم أن هذه التحركات والمخططات قد تم إفشالها وكشفها.
لقد أدت أعماله الإرهابية إلى تقريب مواقف أوروبا من الولايات المتحدة، ورأى العالم أن الانقسام السابق فشل في احتواء صواريخ النظام وإرهاب الطائرات من دون طيار، ويجب النظر في خيار آخر.
من الواضح أن لولا الثقل والحضور النشط للمقاومة الإيرانية، وكشوفاتها وأعمالها، وكذلك غليان الانتفاضات والاحتجاجات في الداخل متماشية مع أنشطة معاقل الانتفاضة، لكانت سياسة الاسترضاء ستكون في خدمة ديكتاتورية الملالي الإرهابية وتعمي الأعين عن رؤيتها.
وبناءً على ما ذكر، يمكن أن نستنتج أن النظام الإيراني يقبع في مأزق تام، وفي أي طريق سيذهب به، سيواجه الإطاحة، سواء كان ذلك من خلال تكثيفه للقمع والأعمال الإرهابية، أو من زحفه على ركبتيه الملطختين بالدماء لطاولة التفاوض “الاستسلام”،
هذا في النهاية عبارة عن استبداد هرم وصل لمرحلة اليأس وانقطاع النفس ونهايته السقوط ويا لها من نهاية سيئة!

عضوالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

You might also like