إيجابيات التزام الموظفين بوقت الدوام الرسمي

0 507

د. عبدالله راشد السنيدي

وقت العمل أو الدوام هو الإطار أو الوعاء الذي تُؤدى فيه الأعمال وتُقدم الخدمات. فالموظف خلال وقت الدوام يقوم بأداء أعمال وظيفته كما يقوم باستقبال مراجعيه ممن لهم علاقة بعمله، وتقديم الخدمات الوظيفية اليومية أو الموسمية لهم، فوقت الموظف خلال ساعات الدوام ملك لعمله وليس له شخصياً، وليس من حقه التأخر في الحضور للدوام أو الخروج قبل نهايته أو الخروج خلاله إلا في حالات الضرورة وبموجب موافقة مسبقة، وألا يكون ذلك على سبيل الاعتياد، وإذا حدث أن تأخر الموظف في الحضور للدوام أو خرج خلاله أو في نهايته من دون إذن رسمي، فإن الموظف يكون قد وقع في مخالفة قانونية تتطلب الحسم من راتبه إضافة إلى خضوعه للمساءلة التأديبية، وما يتبع ذلك من تأثير على سمعته وملفه الوظيفي، وقد يؤدي إلى حرمانه من المزايا الوظيفية كالترقية وفرص التدريب والابتعاث والمزايا الأخرى.
إن الالتزام بالدوام أمر ذو أهمية، وذلك لما يترتب على عدم الالتزام بالدوام من آثار سلبية على مستقبل العمل، وتعطيل مصالح الدولة والمواطنين، فاهتمام القوانين بضرورة المحافظة على وقت الدوام، واعتباره عنصراً فاعلاً في جميع العمليات الوظيفية الخاصة بالموظف ليس أمراً مستغرباً، فالوظيفة وجدت من أجل تقديم الخدمة للمواطن، وإذا كان مقر تلك الوظيفة في موقع حكومي تخطيطي أو تنظيمي فإن دورها العمل على تقديم ورفعة الوطن من ذلك الموقع، فعدم المحافظة على وقت الدوام من موظف أو أكثر سيؤدي إلى ظاهرة سلبية وهي التسيب الذي بدوره يؤدي إلى التأثير على أهم واجبات الوظيفة، وهو القيام بأعمالها، وهو ما يؤدي بدوره كذلك إلى التأثير على مستوى الخدمة المقدَّمة للجمهور إذا كانت الوظيفة تابعة لمرفق عام كالصحة والتعليم والزراعة والطرق والصيانة والعدالة والأمن، ونحو ذلك، كما سيؤدي إلى تدني مستوى الخدمة التطويرية إذا كانت الوظيفة معنية بالبحث والدراسة.
إذاً فالالتزام وقت الدوام من قِبل الموظفين، يعتبر واجباً وظيفياً فرضته قوانين الوظيفة العامة، ومظهراً حضارياً يدل على تقدم الوعي والشعور بالمسؤولية في المجتمع، ويتطلَّب من الموظف الحضور لمقر العمل في الوقت المحدد لبداية الدوام، والخروج في الوقت المحدد للانصراف منه، وتكريس وقت الدوام للقيام بالعمل، وإذا كان العمل الأساسي للموظف لا يغطي كل وقت الدوام فعليه استغلال باقي الوقت في التنظيم وقراءة ما يتعلق بعمله من أنظمة وتعليمات، وعدم الخروج خلال وقت الدوام إلا في حالة الضرورة وبموافقة رئيسه المباشر على ألا يكون الخروج عادة متكررة.
أما دور الإدارة أو الرؤساء حول الالتزام بوقت الدوام من قِبل الموظفين فيتمثَّل بأن يكون الرئيس أسوة حسنة لموظفيه في الانضباط في الدوام حضوراً وبقاءً وانصرافاً، ووضع آلية معينة لضبط حضور الموظفين للدوام وخروجهم خلاله، وانصرافهم منه في نهايته، كنظام البصمة مثلاً المطبق على نطاق واسع عالمياً، والمتابعة الشخصية من الرؤساء والإدارات ذات العلاقة، وذلك بزيارة مكاتب موظفيهم من حين لآخر للتأكد من تواجدهم، وإشعارهم بالمتابعة في هذا الصدد.

كاتب سعودي

You might also like