ارتباك الحكومة في مواجهة الوباء
زيد الجلوي
من الذي يمكن إقناعه بأن مخالفي الحظر الجزئي في محافظة الجهراء على سبيل المثال صفر في بعض الأيام، وقس على ذلك المحافظات الأخرى التي تكون فيها الكثافة السكانية للمواطنين أعلى بكثير من الوافدين، لأن المحافظات ذات الكثافة السكانية الوافدة أكثر خشية، وبالتالي أكثر التزاماً بالحظر.
من نصدق نشرات الداخلية عن منع التجول أم المخالفين للحظر أنفسهم، الذين يقولون ” لا حظر و لا بطيخ “، و الوضع ” مسخرة ” و ” سبهللة “، والقوات الأمنية وتحديدا في الجهراء ” حليلهم ما يقولون شي “حسب مصدري الصحافي. إما محافظة العاصمة وتحديدا في المناطق ذات الأغلبية القبلية، يقول لي أحدهم ” ليش ما تطلع الوضع فله”، “وسلامات ما فيه غير العافية”، اما عن الديوانيات فإنها ليلية ويومية لحين فك الحظر من اليوم التالي، فرجال الأمن بعضهم ينتعش إذا قيل له في وجهه ” كثر الله أمثالك”، بعد مساهمته في مساعدة المخالفين بكسر الحظر، لكن من ورائه يقال عنه ” رايح فيها ومولي”.
والكويت آخر بلد سوف يغادرها الوباء، وسوف تتخطى الإصابات معدل المئات إلى الألف وما فوق يوميا، إذا استمر رئيس الحكومة ووزراؤه في فقدان التأييد الشعبي، الذي تحصلوا عليه في بداية الجائحة الوبائية، بسبب عدم قدرتهم على إدارة المواجهة بطريقة مطمئنة.
غير مقبول في الوقت الذي بدأت فيه الدول الموبوءة تسجل معدلات انخفاض كبيرة في معدل الإصابات، يلحظ ارتفاع معدل الإصابات التي تسجلها الحكومة الكويتية، كما لا يتقبل أن الحكومات ترفع بعض القيود الوقائية، كالحظر الكلي وكذلك الجزئي بعد إجراء المسوحات المختبرية، نجد حكومتنا تقوم بفرش الطرقات خلال فترات الحظر، دون القيام بمداهمة المناطق المعزولة كالجليب والمهبولة، فالمنطق يقول بأنك عندما تقرر تطويق منطقة ما، فإنك تريد القيام بعملية ذات أهداف كبيرة، إلا إن الحكومة قامت بعزل الناس، حتى تفشى الوباء بينهم، ما يجعل من الكويت، وبعد أن كانت مثالا يحتذى به في مكافحة الفيروس، درساً يدرس في تعريض حياة شعبها للخطر.
إني لأخشى أن يتحول الكويتيون بسبب ضعف الشخصية الوزارية، إلى منافسين في نقل العدوى للجالية الهندية، بعد القرار الأخير المدمر بتحويل الحجر المؤسسي إلى منزلي لعشرات الآلاف من العائدين من البلدان الموبوءة، وهو تخفيض في الإجراءات الوقائية في ظروف حرجة، وفي قمة ذروة تفشي الوباء، وفي الوقت الذي تحذر فيه منظمة الصحة العالمية والخبراء من تخفيض الاحتياطات.
كان أداء الحكومة جيد جداً، ولكنها الآن في تقييم مترنح بين الضعيف والمقبول، و الخشية إن لم يلتزم المحالون للحجر المنزلي بالإرشادات، بوقوع كارثة صحية يتعذر التنبوء بعواقبها الارتدادية، لن يكون في مقدورعشرة خطوط دفاعية صحية الصمود أمامها، ما لم يكن فعلا لفيروس “كورونا” دورة زمنية، ينتهي فيها بعد مدة ليست بعيدة.
كاتب كويتي
zaidaljloi@yahoo.com