الأوضاع بالسودان حوارات
اللواء عبد الله بن دليم البدراني
ما ان تهدأ الأوضاع في السودان الا وتشتعل مرة اخرى بفعل فاعل خارجي يحاول اعادة السودان الى الوراء، واشعاله بالفتن والحروب الأهلية، وهذا ما حدث يوم الاربعاء الماضي حيث كشف المجلس العسكري الانتقالي السوداني عن عملية انقلابية يقودها عدد من المحسوبين على الجيش، ومدنيون ينتمون الى النظام السابق، وقيادات من الحركة الاسلامية، وهؤلاء على علاقة بدولة خليجية تسعى في افريقيا لاشعال الاوضاع، كما فعلت في مصر وليبيا والصومال حين حاولت تأجيج الأرهاب، واجهاض محاولات بناء السودان الجديد، لكن تم القضاء على الخلايا التي أججت الوضع بين المواطنين، وهذه ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن محاولات انقلابية بعد خلع نظام البشير.
السودان دخل مرحلة جديدة بالتوافق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري حول مستقبل البلاد، وكيفية ادارة المرحلة الانتقالية للعبور بالشعب الى بر الامان، لكن يظل السودان يعاني من وجود اصحاب المصالح وضغاف النفوس من مجموعات مسلحة وحركات لها علاقة بالخارج، ومدعومة من أنظمة خارجية لافشال اي جهود ومساعي توافقية بين الاطراف السياسية، وأعتقد ان هناك تدخلات وخلايا من مخابرات تلك الدولة الخليجية، التي لها اضلع داخله في بعض القيادات في الجيش السوداني لاعادة نظام البشير، فالوساطة الإثيوبية التي تؤدي دوراً مهماً قد فضحت دور تلك الدولة الخليجية في افشال اي اتفاق سياسي في السودان، وطردت اثنين من قادة الحركات الاسلامية السودانية بعد لقاء جمعهما مع ضابط في مخابرات الدولة الخليجية، وهو مطلق القحطاني المسؤول عن الملف السوداني.
الدولة الخليجية التي ترعى “الاخوان” تحاول اثارة الفوضى في السودان لاعادة انتاج سيناريو ليبيا وسورية، لكن الشعب السوداني لديه وعي ويدرك مخططها، لذلك هناك رفض سوداني من كل اطياف الشعب والاحزاب السياسية السودانية لاي تدخل من تلك الدولة الخليجية، فيما هناك ترحيب بجهود المملكة العربية السعودية ومصر والامارات لدعم الاستقرار السياسي في السودان.
حفظ الله السودان والشعب السوداني من مؤمرات تلك الدولة الخليجية و”الاخوان” ومن على شاكلتهم.
كاتب ومحلل سياسي سعودي