الإعلام الإلكتروني يسقط في مقالة علي الجابر إضاءات

0 217

فيصل الدحام

الاتهامات التي ساقها احد الحسابات الإلكترونية وحذت حذوه حسابات اخرى وبعض الجرائد الإلكترونية (صحافة القص واللزق) الى كلام مجتزأ من مقالة الشيخ علي الجابر الأحمد الصباح تؤشر الى حجم السقوط الإعلامي ،وعدم احترام بعض المواقع والحسابات الالكترونية أخلاقيات ومواثيق الصحافة وتضليل الرأي العام من دون إدراك حقيقية ومهمة الصحافي وأخلاقيات المهنة التي باتت في خبر كان.
اطلعت على مقالة الشيخ علي الجابر التي نشرت في “السياسة”يوم الاحد الماضي، وقرأت بين السطور لأجد فقرة مجتزأة من مقالة طويلة سطرها الجابر في مقالته المعنونة بـ”نعيش ونشوف”، لأجد الكم الكبير من التجني على شخصه الذي لا أعرفه عن قرب، ولي الشرف بمعرفته.
ما ساءني الإساءة الى شخصية محترمة كشفت الواقع بشفافيته المعهودة من دون مواربة أو ضحك على الذقون،اذ قال:” تضخم الباب الأول من ميزانية الدولة أثقل كاهل الدولة من دون مردود وعطاء فعلي من الموظفين يوازي رواتبهم لاسباب كثيرة، كالغياب والاعفاء والاعذار الطبية، فهم موظفون كسالى واتكاليون ولا يتوقفون عن المطالبة بحقوقهم حتى لو لم يستحقوها”. اضاف:” لا شك أن هناك موظفين مخلصين لوطنهم يؤدون أعمالهم على أكمل وجه لكنهم قلة قليلة نسبة الى الموظفين الكسالى”.
السؤال: أين أخطأ صاحب المقالة في هذا الكلام، ألا يوجد موظفون كسالى من الكويتيين وغيرهم من الوافدين في مؤسسات الدولة، وباعترافات شخصيات وصحف كويتية مرموقة؟ ثم ان الشيخ علي مثلما أشار الى موظفين كسالى، أشار أيضا الى موظفين مخلصين لوطنهم، وهذا يعني أنه فرز الغث من السمين.
للأسف باتت بعض أشباه وسائل الاعلام، لا سيما الاكترونية منها، تقتات على أذى الناس تحت عنوان الحرية ومسميات لا علاقة لها بحرية الاعلام لا من بعيد او قريب، بل أصبحت أشبه بالصحافة الصفراء التي انتشرت في الولايات المتحدة الاميركية في العقود الماضية بهدف إثارة الرأي العام، وإشاعة الفضائح، وفق لغة المبالغة والانحياز لجهة محددة على حساب أخلاقيات المهنة وكرامة الناس.ما أود التأكيد عليه هو ان على جمهور القراء والمتابعين لمختلف وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وأشباهها الانتقاء الصحيح لهذه الوسائل، والابتعاد عن كل ما يلوث أفكارنا وثقافتنا التي ورثناها أبا عن جد، من دون المقارنة مع صحافة الـ”توك توك” التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

كاتب كويتي
Fasal-aldham@hotmail.com

You might also like