الاستنساخ الأصغر بين الـ”بوتكس” والـ”فيلر”
كفاح حبيب
بدأت احتمالات الاستنساخ البشري لدى العلماء في عام 1960، لتشق طريقها وتكون تقنية فعلية ترى النور في عام 1968، بأول نسخة إلا أن هذه النسخة تم تدميرها، واستمرت التجارب حتى عام 2013 عندما أقرت مجموعة من العلماء انها نجحت فعليا في محاولة الاستنساخ، وكل الغرض لهذه الفكرة منذ بدايتها العلاج وليس التكاثر وزيادة النسخ البشرية، ليظهر لنا اليوم شكل جديد، وهو ما أسميه استنساخا مصغرا، مواده الاساسية الـ”بوتكس” والـ”فيلر”، وعمليات تجميل، تشمل تصغير وتكبير وتكسير وترميم لتصبح النساء بسبب هذه العمليات كلهن متشابهات، حتى الأصوات أصبحت تحمل النبرات نفسها بسبب تصغير الانوف ونفخ الشفاه.
اليوم تصادف احداهن في بداية الطريق، وعندما تصل لنهايته، وإذا بك تشاهد الوجه نفسه مع اختلاف الأزياء، لماذا أصبحن غير مقتنعات بجمالهن، حتى الصغيرات اخذن يضفن على وجوههن السنوات بسبب حقن المواد في وجوههن البريئة؟
جميعهن أصبحن مستنسخات، فلا تميز ولا وصف مميز للصفات، لنقول هذه فتاة أو سيدة تختلف عن باقي الفتيات والسيدات.
لماذا أصبح الرجل اليوم يشترط قبل أن يقدم على الزواج أن تكون شريكته المستقبلية لم تخضع لأي تعديلات، ولماذا باتت الفتاة الطبيعة 100في المئة عمله نادرة، أهي الحضارة، والعولمة، والأنترنت، وبرامج التواصل الاجتماعي، وفي السابق كانوا يقولون تأثير المسلسلات، وهي اليوم بريئة من هذه الاتهامات، لان جميعها موجودة في الغرب، إلا أن نساءهم جد طبيعيات، لكن نحن من يصدر الينا المخلفات، ونضيع في الترهات وأصبحت المتحولات شكليا بملامحهن هن القدوات؟
لماذا لم تعد الثقة مفهوما تدركه تلك السيدات والفتيات؟ حتى عندما تنتفض الانثى على واقعها، وتقرر التغيير لا تستخدم عقلها للحلول، وتذليل العقبات في حل ما تعانيه من مشكلات، إلا أن أول سبيل تلجأ اليه هو العيادات؟ هي ظاهرة لا يمكن تجاهلها، والحل الوحيد هو أن يخرجن من ضيق الأفق، ويعلمن انهن نصف المجتمع، ولسن مجرد تحف تزين المجالس، فليعملن على استخدام كل طاقاتهن التي قمن بتجميدها تحت مشرط الطبيب، وحقنة خبيرة التجميل، حينها سيعلمن أنهن جميلات ومميزات، ولن يكون لدينا هناك نساء مستنسخات.
كاتبة كويتية