“الانتقالي الجنوبي” والتحالف العربي شُركاء النصر

0 554

ميثاق المشرقي

لمن لا يعرف عمق العلاقة العربية التاريخية بين شعب الجنوب العربي والاخوة في التحالف العربي الشقيق، فلينظر الى حجم تلك التضحيات الجسيمة المشتركة معا ضد مخططات التوسع والهيمنة الايرانية في المنطقة، التي كان فيها شعب الجنوب العربي حازما وحاسما في افشالها، وكسرها دفاعا عن الدين والعرض والارض، وحماية الأمن القومي الاقليمي لاشقائنا في دول الخليج العربي، والمنطقة العربية ككل، ضد ميليشيات الحوثي و”الاخوان” ومشروعهما الايراني الفارسي، الذي انكسر فيه مخططهم التمددي تحت اقدام شعبنا الجنوبي العربي الاصيل، والذي ما كان ليتحقق ذلك الانتصار لولا دعم ومساندة اخواننا واشقائنا في التحالف العربي للجنوب ومقاومته الباسلة.
هذا الموقف الاخوي الصادق والثابت والحازم، الذي شكل صمودا اسطوريا واستثنائيا للمقاومة الجنوبية، قد غير مجرى التاريخ، وكان بداية لتاريخ ومجد عربي بالانتصارات ضد ايران ومشروعها الفارسي التوسعي، وادواتها “الحوثية” و”الاخوانية”، التي انهزمت شر هزيمة في تراب الجنوب، ولقنها ابطال الجنوب اقسى وامر الهزائم وطردوهم من عدن والجنوب، خائبين منكسرين مهزومين بقوة السلاح، وصلابة الموقف النضالي المطالب باستعادة دولة الجنوب، التي استطاعت قيادة شعبنا، السياسية والميدانية في المجلس الانتقالي الجنوبي من احراز انجازات كبرى في قيادتها لدفة السفينة، وبنجاحات عظيمة في اصعب الظروف، بعد تحرير الجنوب من دنس الحوثيين، واعمال الارهاب التي يديرها حزب “الاصلاح الاخواني”، وشرعية الفساد التي انبثقت عنها، حيث اثبتت قيادتنا الامنية قدرتها على اجتثاث جذور الارهاب، وشل حركته نهائيا بعد تضحيات جسيمة، لذلك فان تلك التضحيات تأتي امتدادا للتصدي للمشروع الايراني التي تسوقه قواه الفارسية المتمثلة بالحوثيين و”الاخوان”.
كان لدور العمل السياسي والديبلوماسي الخارجي لقيادتنا في المجلس الانتقالي التأثير الكامل، واستطاعت بكل حِكمة و حِنكة قلب موازين الحرب، واظهرت للعلن تحِوّلات مفصلية في مسارها ضد الحوثيين و”الاخوان” ومشروعهم الايراني، لا سيما بعد اتضاح اهداف حزب “الاصلاح الاخواني” وعصاباته الارهابية، الجناح الاخر للمشروع الايراني، الى جانب حلفائهم الحوثيين التي باتت في مأزق كبير، يزداد تأزما يوما بعد يوم ، وهو ما اكدته التضاهرات المليونية لابناء شبوة وسقطرى وسيئون تاييدا للمجلس الانتقالي، وقوات النُخب والاحزِمة الجنوبية، ومطالبتهم بطرد جيوش الارهاب الاحمرية “الاخوانية” من المناطق الجنوبية الغنية بالنفط، التي تسيطر عليها عصابات الارهاب.
من هذا المنطلق يتوجب على الاخوة في التحالف العربي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، اعداد العدة لتحريرها في الاشهر المقبلة من دّنس ميليشيات “الاخوان” الاحمرية التي تستخدمها لامداد الحوثيين، والقضاء على “الاخونج” وميليشياتهم الارهابية الذين استغلوا ظروف الحرب بنشر ارهابييهم وفسادهم ومحاربتهم تماما مع شرعيتهم الفاسدة، كما لو كانوا شكلا من تداعيات الارهاب، حيث لا بقاء لهم نهائيا في ارض الجنوب بعدما جّسد شعب الجنوب، بمواقفه الثابتة والحازمة، وصموده الاستثنائي في مواجهة المشروع الايراني وادواته “الحوثيين” و”حزب الاصلاح الاخواني” ومليشياتهم الارهابية من ارض الجنوب، وليثبت فيها شعبنا الجنوبي احقيته في استقلاله واستعادة دولته حرة مستقلة، والمعترف بها دوليا حتى عام 1990.
رُغم مادفعه شعب الجنوب من اثمان غالية، وتضحيات جسيمة طيلة سنوات النضال ضد الاحتلال اليمني وميليشياته”الحوثية” و”الاخوانية”، الا أنه اليوم بات اقوى وأصلب عودا.
فمن تجّارب التاريخ تعلمنا ان الشدائد والمحن تزيدك قوة وصلابة وخبرة، وتحقيقا لآمال الانسان الجنوبي الذي تحمل ما لا يتحمله انسان في تاريخ الصراعات، والذي ظلّ صامدا مدافعا على الدين والهوية، يجب ان تتحقق آماله وأحلامه في الاستقلال والأمن والسلام والاستقرار، وبناء اقتصاد دولة الجنوب، وتحقيق نقلة اقتصادية نهضوية تنموية بعد استكمال بناء مؤسساته العسكرية والامنية الحديثة، التي بدأت ملامحها متناسقة مع النصر، وهذا ما يتوجب على الأشقاء بالتحالف العربي مواصلة الأسناد والدعم للجنوبيين لبناء دولتهم، فنّحن نثق ُ فيهم دون سواهم، ونُراهن عليهم رِهان الظافر لامحالة، فنّحنُ وهُم شّركاء النصر وحلفاء المصير، وليس هناك مِنة بين الجنوبيين والاشقاء في التحالف العربي، فجميعنا وجهان لانتصار واحد كسرنا فيه جبروت ايران ومشروعها التوسعي في المنطقة، حيث يعجل دعم اشقاء المصير وشركاء النصر ومساندتهم لشعب الجنوب في بناء دولته من قطوف النصر دانية، في دولتنا الآتية قريباً لامحالة.

كاتب يمني

You might also like