التربية ترسب في مبناها الجديد إضاءات

0 397

فيصل الحربي

التصريحات التي اطلقها مسؤولو وزارة التربية بعد الانتقال الى مبنى الوزارة الجديد في جنوب السرة، تشير الى حالة من اليأس والتذمر لدى المواطنين والمراجعين وحتى موظفي الوزارة نفسها، بعد ان اعترف مسؤوليها بضيق مساحة مواقف الوزارة،بعد ان اعتقدنا اننا خرجنا من طوق المشكلات المزمنة التي ما يزال يعاني منها الكثيرون.
تصريح وكيل وزارة التربية يوسف النجار لاحدى الصحف المحلية بان عدد موظفي وزارة التربية 4000 موظف في مبنى الشويخ،في حين ان المبنى الجديد لا يستوعب الا 3400، يؤشر الى حالة من التخبط والترهل التي تعاني منها مؤسساتنا الكويتية،بل ان الازمات التي نمر بها اكاد ان اجزم بأنها مفتعلة وستمر من دون محاسبة.
ثمة مشاريع ستراتيجية حكومية كمبنى وزارة التربية تدفع عليها الدولة مئات الملايين من الدنانير،على امل ان نكون في ركب الدول المتقدمة من حيث نمط البناء الذكي والمساحات الخضراء والمواقف التي تتسع لمختلف الموظفين والمراجعين،الا اننا نفاجأ بمخارج سلبية لتلك المشاريع وكأننا نعيش في دولة لا تستطيع ان تطعم شعبها.
الغريب في الامر ان مشاريع تعليمية بهذا الحجم وبهذه التكاليف تخرج بنتائج كارثية تؤشر الى حالة من الهذيان والفساد الذي نخر تلك المشاريع منذ الإعلان عن انشائها.
والتساؤلات المنطقية هنا والمستحقة حول عدم الرضا اتجاه المبنى الجديد لوزارة التربية ومواقف السيارات التي لا تتسع لاكثر من 20بالمئة من سيارات المراجعين والموظفين وعن المسؤولية عن كارثة مستقبلية تطل علينا وكأننا ما زلنا نفكر بعقلية القرن الماضي.
فهل يعقل ان يتم بناء وتخطيط مباني من دون دراسة،مع العلم انه تم وضع خطة لهذا المبنى لبنائه في العام 2004 وانتهى الى ما انتهى اليه؟ الا يكفي 14 عاما لإنتاج مبنى بالشكل الأمثل؟
الموضوع شائك ومعقد بعد ان رسبت التربية في مبناها الجديد الذي سيخلق ازمات متتالية،لاسيما إذا أدركنا ان المبنى يقع ضمن مجمع الوزارات الجديد في جنوب السرة، وعلى الحكومة والمسؤولين البحث عن حلول مستقبلية لهذه المنطقة اعتبارا من الان، والا سيطبق علينا المثل القائل (كأنك يا أبو زيد ما غزيت).
كاتب كويتي

You might also like