التغيُّر المناخي والاقتصاد العالمي

0 269

حمد مدوه

التغير المناخي هو اضطراب في مناخ الأرض مع ارتفاع في درجة حرارة الكوكب، وتغير كبير في طبيعة الظواهر الطبيعية مع نزعة إلى العنف، وتدهور مستمر للغطاء النباتي وللتنوع البيئي.
يفسر عدد من العلماء ظاهرة الاضطراب المناخي بأنها ارتفاع حرارة المحيطات والغلاف الجوي على المستوى العالمي وعلى مدى سنوات مديدة.
ويرجع أغلب الدراسات المنجزة في هذا المقام ظاهرة التغيرات المناخية إلى جملة من العوامل أبرزها النشاط الصناعي وما يخلفه من غازات سامة تتكدس في الغلاف الجوي، مؤثرة بشكل حاد على انتظام حرارة الأرض وتعاقب وتوازن الظواهر البيئية.
وقد انطلقت في العاصمة الأميركية واشنطن، الخميس الفائت، فعاليات قمة المناخ العالمية، وسط دعوة من الرئيس جو بايدن، إلى الانتباه لمخاطر الاحترار على كوكب الأرض، قبل فوات الأوان، بينما بشر بفرص اقتصادية “واعدة”
وتوقعت دراسة أجرتها أكبر شركة لإعادة التأمين في العالم، أن يتسبب تأثير التغير المناخي على الزراعة والأمراض والبنية التحتية، بالإضافة إلى الإنفاق الحكومي وغيره، في خسارة الاقتصاد العالمي 23 تريليون دولار، أي 10 في المئة من قيمته، بحلول عام 2050.
وقالت الدراسة التي أجرتها شركة “ريإنشورانس”، إن مخاطر المناخ “يمكن إدارتها من خلال إجراءات سياسية عالمية منسقة”، وأضاف أن تحقيق هذه الغاية يتطلب “أن نرى المزيد من الإجراءات السياسية بشأن تسعير انبعاثات الكربون، مقترنة بتحفيز الحلول القائمة على الطبيعة وتعويض الكربون”.
وتُظهر التوقعات الصارخة للتقرير، والتي تتزامن مع “يوم الأرض”، واجتماعات قمة المناخ العالمية التي يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن، أن أشد البلدان فقرا ستكون الأكثر تضررا.
كما ستشهد البلدان الأعضاء في “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”، وهي مجموعة من أغنى دول العالم، انخفاضا بنسبة 5 في المئة في حجم اقتصاداتها، مقارنة بـ 9 في المئة في أميركا الجنوبية، وحوالي 17 في المئة في الشرق الأوسط وإفريقيا، و 25 في المئة في دول “رابطة جنوب شرق آسيا، أو”آسيان”.
وقد تأتي الأشكال الرئيسية للضرر الاقتصادي من خلال المخاطر المادية، مثل الأضرار التي تلحق بالممتلكات والاضطرابات التجارية الناجمة عن زيادة مستويات الأحداث المناخية القاسية، وفقدان الإنتاجية، واضطرار الحكومات إلى إعادة توزيع الموارد الشحيحة لمواجهة التغير المناخي.
من جانب آخر، تعهدت مؤسسة “إيكيا”، التي تشكّل الذراع الخيرية لشركة الأثاث السويدية العملاقة، الأربعاء، التبرع بمليار يورو (1,2 مليار دولار) للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويتوقع حدوث خسائر تريليونية تنتظر الاقتصاد العالمي في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لمواجهة التغير المُناخي، هذا ما أجمع عليه أكثر من 700 خبير اقتصادي متخصص في قضايا المناخ في مسح هو الأكبرمن نوعه في هذا المجال.

كاتب كويتي

hamedmadouh919@hotmail.com

You might also like