الحَقُودُ المُتَرَبِّصُ حوارات

0 533

د. خالد عايد الجنفاوي

” قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى” (طه 135).
الحقود المتربص هو الكائن البشري كثير وشديد الحقد، ولا سيما من هو دائماً في حالة تأهب للانقضاض على فريسته، وبخاصة من يتصوّرهم في عقله الشيطاني بأنهم ألد أعدائه.
ويشير التعامل الفعّال مع الحقود المتربص إلى أصعب المهمات التي يمكن أن يقوم بها العاقل للدفاع عن نفسه وعمن يهمه أمرهم، ومن أجل تحقيق تعامل حاسم مع الحقود، فلابد للمرء العاقل الالتزام ببعض المبادئ المعينة، والايفاء ببعض المتطلبات التالية، ومنها ما يلي:
– يُحسبُ للحقود المتربص أنه لا يُخفي غالباً حقده الشديد عليك، فكل ما فيه ينضح حقداً ساماً ودموياً تجاهك، ويسهل على العاقل التعرّف عليه مباشرة، وذلك لأنه ينتظر دوائر الزمن للانقضاض والقضاء عليك.
– التَّعَرُّفُ على الحقود المتربص هو تَبَيُّنُ أمره من مكان بعيد وآمن، وليس تمكينه من معرفة أنك تركز على تحليل شخصيته الحقوده!
– لا يمكن أن يكون العاقل السوي خبيث النية أو القصد عندما يسعى للتعرّف على الحقود المتربص بهدف درء شره عنه.
– عيون الحقود المتربص تفضح لا محالة نواياه السيئة تجاه الأسوياء والمستقيمين أخلاقياً، فانظر إلى عينيه طوال الوقت، تربت يداك.
– لن يمكن للمرء العاقل درء شر الحقود المتربص عنه، ما لم يكشف قناعه أمام الملأ، ويناشبه الحرب طوال الوقت، وعلى قدر المستطاع.
– كلما تكرس وزاد وشاع نجاح وتميّز الانسان السوي، تقطّع الحقود المتربص من الغضب والكراهية الشديدة لنفسه ولمن يُصوِّرهم عقله النرجسي بأنهم يحيلون بينه وبين نجاحه وتميزه المتخيل والزائف.
– نِيرَانُ غيرة وحسد الحقود ملتهبة دائماً.
– أحد دلائل تربص الحقود بضحاياه تتمثل في سعيه المتواصل والمفرط للتقرّب منهم بغية معرفة أسرارهم ونقاط ضعفهم، فهو أكثر الأشخاص تلوناً ونفاقاً وهوساً بتحطيم من يشعر أنهم أفضل منه.
– لا تطغى على الحقود المتربص زلات لسان تفضحه أمام الناس، فهو أشد حرصاً على ما يخرج من لسانه، ولا سيما إذا وجد نفسه أمام ضحاياه المحتملين، ولكن ما يفضحه هي نظراته وحركة عضلات وجهه.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi

You might also like