الخوف من نظرات الآخرين حوارات
د. خالد عايد الجنفاوي
يعاني بعض الأشخاص البالغين من حالة نفسية سلبية ترتبط بخوفهم، الشديد أحيانًا، من نظرات الآخرين وتأثرهم بآرائهم وانطباعاتهم تجاههم، حيث يشتكي بعض هؤلاء من حساسيتهم المفرطة، وربما لديهم قابلية نفسية للتأثر السريع بنقد الآخرين لهم، وبالطبع، تأتي هذه الحالات النفسية المضطربة تحت مظلة “الخوف من نظرات الآخرين،” ومن بعض أسبابها، وكيفية علاجها، وطريقة التخلّص السريع من آثارها السلبية على الثقة بالنفس واحترام الانسان لذاته، وسعيه نحو تحقيق الاستقلالية، نذكر ما يلي:
– أسباب الخوف من نظرات الآخرين: يكمن وراء شعور البعض بالخوف، وبالرعب أحيانًا تجاه كيفية نظر الآخرين إليهم، ضعف ثقتهم بأنفسهم، وعدم تقديرهم لذواتهم، وبسبب تقوقعهم النفسي، واضطراب التفكير لديهم، وضعف، أو غياب القدرة الذاتية على ممارسة مهارة التفكير النقدي، بالأخص الاستفادة مما يكشفه التفكير المنطقي عن العلاقات النفسية الحقيقية مع العالم الخارجي، وبسبب ضعف أو غياب الاستقلالية في التفكير، أو الوقوع في مرحلة الطفولة ضحية لتربية أسرية سيئة على أيادي أبوين مضطربون نفسيًّا، ومخالطة أو مجالسة أو مصاحبة أشخاص ضعفاء الشخصيات، وربما بسبب التكاسل عن تطوير الذات، وتجاهل تحقيق مزيد من الثقة بالنفس وتقوية الاستقلالية النفسية عن الآخرين.
– التخلّص من الحساسية النفسية المفرطة: أول خطوات التخلص من الحساسية النفسية المفرطة تجاه نظرة الآخر، تتمثل في طرح الانسان السؤال التالي على نفسه: هل يستحق هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص أن يكونوا قدوات إيجابية بالنسبة لي، وإذا لم يكونوا كذلك، فلماذا أمنح نظراتهم تجاهي قدرًا أكثر مما تستحقه؟! يوجد بعض الأشخاص فاشلون حياتيًّا باختيارهم يتعمّدون إفشال نجاحات الآخرين الحياتية لشعورهم بالنقص تجاههم، ولا يستحق هؤلاء الاهتمام بنظراتهم تجاهنا، ومن علامات شخصياتهم السّامة: تلميحاتهم اللفظية الغامضة تجاهنا، فلا نعرف، على سبيل المثال، ماذا يقصدونه بمدحهم لنا، بسبب غموض كلامهم الملغوم بالغيرة والكراهية المبطنة، وموازنة البوصلات الفكرية والنفسية، بالأخص أن يحرص الفرد على ألاّ يظهر حساسيته أو ضعفه العاطفي على الملأ، أو بشكل مبالغ، وأن يتكلّف ويتصنّع المناعة النفسية وضبط النفس والثقة التامة بها حتى يتقنها!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi