الشعب الإيراني يستعيد زمام المبادرة

0 145

معصومة احتشام

كل شي تحت الشمس، ولم يبق هناك ما لايمكن رؤيته! هذا هو لسان حال الشعب الايراني، وهو يخوض غمار انتفاضته الشعبية ضد نظام ولاية الفقيه، ولم يعد بمقدور أي جهة، أو طرف مشبوه أن يصادر مرة أخرى الثورة، وحرفها عن مسارها، خصوصا إن الشباب الايراني المنتمي لوحدات المقاومة لمنظمة “مجاهدي خلق” يعمل كدروع ومتاريس بوجه خناجر الغدر والخيانة، ويحرص على سير الانتفاضة في مسارها الوطني التحرري حتى تبلغ مقصدها بإسقاط النظام.
التيار الديني المتطرف، وبعد أن صادر الثورة وحرف مسارها، يواجه اليوم هجوما شعبيا كاسحا من أجل إعادة الثورة الى مسارها، ونبذ كل الشوائب التي طفت عليها، وإن حالة الخوف التي باتت تعتري قادة النظام،وباتوا يعترفون علنا بها، وما وصفوه بـ”أعمال الشغب”، إنما هي نشاطات منظمة ومدروسة وجريئة وموجهة.
ويعترفون علنا أنهم ألقوا القبض على 100 من المنتفضين المنتمين الى “مجاهدي خلق”، وبهذا هم يعترفون ويقرون أن ما يحدث حاليا هو ما كان حدث ضد سلفهم نظام الشاه، وإن مختلف شرائح الشعب، ومن خلال مشاركة رائدة ومحورية وطليعية لـ”مجاهدي خلق”، تقف مرة أخرى بوجه الديكتاتورية التي إستخدمت الدين من أجل تبرير حكمها البغيض، وتعمل على إسدال الستار على جرائمها، وتجاوزاتها الفظيعة.
النظام الايراني وبعد أن جرب كل ما في جعبته من وسائل لإنهاء الانتفاضة حتى وصلت به الحال الى الاستنجاد بالميليشيات العميلة التابعة له في بلدان المنطقة، بل وحتى المرتزقة، لا يعلم أن الشعب إذا نهض مطالبا بحريته والعيش بكرامة فما من قوة تقف بوجهه، والتجارب المختلفة عبر التاريخ خير شاهدة على ذلك. المآسي والمصائب التي جلبها هذا النظام على الشعب الايراني ،والتي جعلت أكثر من 70 في المئة يعيشون تحت خط الفقر، وصارت إيران بلدا معزولا بسبب سياسات ونهج النظام، لاسيما بعد أن أصبح بؤرة الارهاب والتطرف في العالم، فإن الشعب إذ يستعد بكل عزم، وحزم وقوة لاسترداد زمام المبادرة، وإعادة الوجه الحضاري المشرق لإيران. فالشعب عازم على عدم التوقف في انتفاضته، ومواجهة الهجمات الشرسة اليائسة والبائسة للنظام من أجل إلقاء الخوف والرعب في نفوس المنتفضين، لكن وفق التقارير الصادرة من داخل النظام، وتحديدا من قيادة الحرس الثوري، فإن القوات القمعية التي تهاجم المنتفضين هي التي دب في قلوبها الرعب، وباتت تفقد معنوياتها أمام العزم والاصرار الشعبي على الاستمرار في الانتفاضة، وتحدي النظام ورد الصاع صاعات. في هذه الانتفاضة، كان دور النساء والفتيات بارزًا ومحوريًا، وهذا ما اعترف به مسؤولو النظام ووسائل إعلامه مرارا وتكرارا، وعبّروا عن خوفهم ورُعبهم من الدور الذي تؤديه النساء، وبالطبع هذا الدور لم يأت عفويا بين عشيّة وضُحاها. نعم هؤلاء الفتيات اليوم يتظاهرن بشجاعة فائقة في الشوارع ويهتفن “الموت لخامنئي والموت للديكتاتور والموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم أي خامنئي”، وهن اليوم قد زلزلن أركان نظام الملالي.

عضو لجنة الشؤون المرأة‌ في المجلس الوطني للمقاومة‌ الإيرانية

You might also like