الصافي: تعاون مع الكويت لترسيم الحدود البحرية ومراقبة “البرية” سفير العراق أكد لـ"السي اسة" العمل على تحديد موعد قريب لاجتماع اللجنة المشتركة

0 36

العلاقات بين البلدين في تحسن دائم ويجب عدم الاستماع للأصوات الشاذة والركون للعقلانية والمنطق

مهتمون بطي ملفات “رفات الأسرى” والإعلان كل 3 أشهر للإبلاغ عن الأماكن المحتملة

نتواصل مع المسؤولين لتسهيل التأشيرات للعراقيين… فالعراق لا يزال دولة “مقيدة أمنياً”

التبادل التجاري لا يزال خجولاً والسوق العراقي واعد ويمكن استغلاله لصالح البلدين

حاوره – شوقي محمود:

أكد سفير العراق في البلاد المنهل الصافي أنَّ العلاقات بين البلدين في تحسن دائم وتسير بوتيرة ثابتة، منوها بالتعاون السياسي والتجاري والامني والحدودي، وإعادة رفات الاسرى والمفقودين، ولافتاً إلى الحرص على انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة في أقرب وقت، بعد ان كان مأمول التئامها في منتصف يناير الماضي.
وفي حوار خص به “السياسة”، رأى الصافي أنَّ تدفق الأعداد الكبيرة من الكويتيين والخليجيين الى البصرة لحضور مباريات “خليجي 25″، كسر النظرة السابقة بأن العراق غير آمن، مشيراً إلى أثر التسهيلات المقدمه للكويتيين ومواطني دول مجلس التعاون لدخول العراق.
ولفت الى استمرار الاجتماعات مع المسؤولين الكويتيين لتسهيل اجراءات اصدار التاشيرات للعراقيين، لان العراق ما زال من الدول “المقيدة أمنيا”، مشددا على تأثير هذه التسهيلات على دخول المستثمرين ورجال الاعمال والتجار الى الكويت بهدف عمل لقاءات مع اقرانهم.
وأشار الى ان العراق الحالي سوق استثماري واعد، به العديد من الفرص التي يمكن استغلالها بالشكل الصحيح لتعم الفائدة على الجميع، موضحاً “أن التبادل التجاري بين البلدين ما زال خجولا وباتجاه واحد من الكويت، ونعمل على رفع معوقاته”.
وأشار إلى ان التعاون الامني المكثف على أعلى المستويات والاتصالات بين الجهات المعنية في البلدين، مستمر على مدار الساعه لضبط الحدود ومراقبتها للحد من عمليات التهريب، مؤكداً تعاون العراق لترسيم الحدود البحرية لما بعد النقطه 162، وانفتاح بغداد على جميع الآراء.
وأكد حرص العراق على طي ملف رفات الاسرى والمفقودين، لافتا الى الاعلان من قبل وزارتي الدفاع والداخلية في العراق كل 3 أشهر بشان تقديم المعلومات، لمن تتوافر له، عن اماكن محتمله للجنود العراقيين والكويتيين، مؤكدا ضرورة الركون الى العقلانية والمنطق وعدم الاستماع الى الاصوات الشاذة التي تحاول تعكير العلاقات صفو العلاقات بين البلدين… والى التفاصيل:

كيف ترون العلاقات الكويتية العراقية في مختلف المجالات “سياسياً وتجارياً واقتصادياً واستثمارياً وامنياً” خصوصاً في مسألة ضبط الحدود؟
هي في تحسن دائم، وتسير بوتيرة ثابتة، فعلى الصعيد السياسي هنالك تعاون عالي المستوى بين المسؤولين، يمكن ملاحظته من خلال الزيارات بين البلدين، ونحن بالسفارة ندعو دائماً الى عقد لقاءات ثنائية لما لها من أهمية في تبادل وجهات النظر، ومن خلال التحاور يمكن حل جميع القضايا مهما كانت معقدة، وكان سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله من أشد الداعمين للعراق بعد التغيير، وكان أول زعيم خليجي يذهب للعراق لحضور القمة العربية عام 2012.
وعلى صعيد التجارة البينية، فإن التبادل التجاري موجود، لكنه ما زال خجولاً، وباتجاه واحد من الكويت، وتعمل السفارة من خلال عقد اللقاءات والتواصل مع الجهات المعنية لزيادة التبادل التجاري ورفع المعوقات ليكون متوازياً بين البلدين الشقيقين.
وفي المجال الأمني هناك تعاون عالي المستوى، ومنها ضبط الحدود، وحتى من قبل صدور قرار تمديد التسهيلات المقدمة لمواطني الكويت ومجلس التعاون، هناك تعاون امني مكثف وعلى اعلى المستويات بين الأجهزة الأمنية المعنية، فأمن الكويت هو من أمن العراق، وهناك اتصالات مفتوحة على مدار الساعة بين قيادات القوى البحرية والبرية، وكذلك قيادة قوات الحدود، وتعاون ثنائي وثيق في مسائل ضبط الحدود ومراقبتها للحد من عمليات التهريب، حيث قام وفد أمني من وزارة الداخلية العراقية بزيارة الكويت من 25 الى 28 يونيو الماضي لتفعيل بنود مذكرة التفاهم بشأن التعاون الأمني الموقعة بين العراق والكويت منذ العام 2016، كما زار وفد من الكويت برئاسة مدير عام الإدارة العامة لأمن الحدود البرية العراق في 22 ديسمبر الماضي، والتقى عدداً من القياديين في وزارتي الداخلية والدفاع العراقية، وتم بحث موضوع تأمين الحدود بين البلدين والتنسيق على هذا الصعيد.

اللجنة الوزارية
متى تجتمع اللجنة الكويتية العراقية على المستوى الوزاري؟
بعد تشكيل الحكومتين في العراق والكويت في عام 2022، تم الاتفاق على تحديد موعد مقترح لانعقاد الدورة الثامنة من اجتماعات اللجنة الوزارية العليا المشتركة، حيث كان من المؤمل ان يكون الانعقاد في النصف الثاني من يناير المنصرم، لكن استقالة الحكومة الكويتية حال دون ذلك، ونحن بصدد تحديد موعد جديد.
عقدت لجنة ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162 آخر اجتماعاتها في بغداد، فهل من نتائج ملموسة لطي هذا الملف؟
الجلوس على طاولة واحدة للحوار هو أحد اهم النتائج الملموسة على الصعيد التفاوضي الثنائي، والحوار هو أساس الحل لكل قضية مهما كانت، ومن خلالها يتم تبادل وجهات النظر، وطرح الآراء حول أي مواضيع خلافية، نعم قد تأخذ اللجان فترات طويلة في نقاشاتها، لكن هذا لا يعني انه لم يتم اتخاذ الخطوة الأولى، والعراق متعاون بهذا الشأن ومنفتح على جميع الآراء.
ما تأثير تمديد التسهيلات المقدمة لمواطني الكويت ودول “التعاون” حتى نهاية مارس الحالي لدخول العراق على حركة السفر ونقل البضائع؟
كما هو فإن معلوم دخول وخروج المسافرين لبلد معين هو بحد ذاته مكسب للبلد المضيف، وتقارب الشعوب والاطلاع على عاداتها وتقاليدها، فكيف الحال مع جاريين تربطهما علاقات تاريخية متجذرة، وعلاقة نسب عائلي وجيرة.
ولدينا مثال قريب، عندما احتضنت محافظة البصرة بطولة “خليجي 25″، في يناير الماضي، كسر دخول الخليجيين عامة والكويتيين خاصة النظرة السابقة تجاه العراق كونه بلدا غير آمن، وغير قادر على استضافة بطولة بهذا الحجم، لكن نجاح البطولة تنظيمياً ولوجستياً أكد عكس ما كان يقال وما يتم تداوله عبر وسائل الاعلام، حيثُ كانت البطولة عرسا خليجيا في البصرة، غير النظرة الجامدة تجاه العراق، من خلال مقاطع الفيديو التي نشرت العفوية والحب والكرم العراقي عامة والبصري خاصة تجاه اشقائهم من الخليجيين.
وماذا عن مستجدات دخول العراقيين إلى الكويت؟
ما زال العراق من ضمن الدول “المقيدة امنياً”، حيث لا يمكن لأي زائر عراقي التقديم لاستحصال تأشيرة دخول الكويت دون موافقة وزير الداخلية الكويتي حصراً، وبعدها يتم البدء بالإجراءات العادية.
ونحن في تواصل مستمر مع المسؤولين الكويتيين المعنيين لغرض تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول، وذلك لأهمية دخول المستثمرين ورجال الاعمال والتجار العراقيين إلى الكويت، لغرض عمل اللقاءات مع اقرانهم في الغرف التجارية والصناعية، كون العراق الحالي سوق استثماري واعد، وفيه العديد من الفرص التي من الممكن استغلالها بالشكل الصحيح لتعم الفائدة على الجميع.

رفات الأسرى
ماذا عن ملف إعادة رفات الأسرى والمفقودين؟
هنالك لقاءات دورية للجهات المعنية بوزارة الدفاع العراقية “مديرية حقوق الانسان”، وإدارة شؤون الاسرى والمفقودين بوزارة الخارجية الكويتية، تحت إشراف البعثة الإقليمية للصليب الأحمر الدولي لدول مجلس التعاون، كما تقوم وزارتا الدفاع ووزارة الخارجية العراقيتين بنشر إعلان كلَّ ثلاثة أشهر، لكل من لديه معلومات حول أماكن دفن محتملة للجنود العراقيين والكويتيين، وكان من نتائجها التوصل إلى كشف العديد من الرفات لمواطنين كويتيين ومن دول مجلس التعاون.
هناك من يحاول تعكير صفو العلاقات الكويتية العراقية بإطلاق تصريحات شاذة، كيف يمكن علاج ذلك؟
المنصات الإعلامية والصحف والمجلات كثيرة ومتعددة وبأشكال مختلفة وذات منصات متنوعة، إضافة لوجود الناشطين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وان الركون الى العقلانية والمنطق وعدم الاستماع إلى الأصوات الشاذة، هو الأساس في جميع العلاقات، والاصوات الشاذة موجودة في كل مكان من العالم وهم كثر.

بغداد احتضنت الجولات السعودية- الإيرانية منذ أبريل 2021

أوضح السفير المنهل الصافي أن الحكومة العراقية أكدت في برنامجها الوزاري على تفعيل دور الريادي للعراق في تعزيز العلاقات بين الدول في المنطقة، وتقريب وجهات النظر.
ولفت الى رعاية العراق لعدد من الجولات للوساطة بين السعودية وايران، واحتضنت العاصمة “بغداد” أولى الجولات منذ أبريل 2021، واستمرت الوساطة حتى تكللت بإعادة العلاقات الثنائية بين البلدين وإعادة فتح السفارات، الامر الذي يؤكد الثقة بالعراق، وانعكاس ذلك ايجاباً على المنطقة.
وأضاف: كما ان العراق بلد الجميع وتواق لأشقائه العرب والخليجيين، ونحن نسعد بكل من يزور العراق ويدعم اخوانه العراقيين، وادعو الجميع عرباً وخليجيين لزيارة العراق، وزيارة الاهوار، والعاصمة بغداد.

You might also like