العبدالله: معظم القرارات الدولية الملزمة حبر على ورق ترأس وفد الكويت في اجتماع وزراء خارجية "التعاون الإسلامي" في نواكشوط

0 49

لا مجال للاستقرار والأمن والازدهار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

الإسلاموفوبيا جزء من حملة متعمدة للنيل من ديننا الحنيف ومن صورته السمحة

نحن دعاة سلام لكن الإرادة الدولية الصادقة غائبة في ضمان قضايانا العادلة

يجب علينا حشد طاقاتنا ومواردنا في سبيل خدمة مصالحنا المشتركة

التحديات الراهنة غير مسبوقة ولا تعترف بحدودنا كحد لآثارها

الواقع يُنذر بمرحلة صعبة لا يُمكن لدولة منا مواجهتها منفردة

نحتاج لرؤية تجمعنا ونبذ الفرقة واختلاف وجهات النظر

ضرورة توحيد سياساتنا لنزرع الأمل لدى شعوبنا

أكَّد وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله أنَّه من غير المقبول أن يبقى العالم الإسلامي دون رؤية واضحة وشاملة لخطة تجمعه، وتضمن تفعيل العمل الإسلامي المشترك، بشكل يُمكّن من نبذ جميع أشكال الفرقة واختلاف وجهات النظر حيال كيفية مواجهة هذه الأخطار والتحديات.
وقال العبدالله في كلمة ألقاها أول من أمس في اليوم الثاني والأخير خلال ترؤسه وفد الكويت في اجتماع مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في دورته الـ49 المنعقدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، “يسرني في البداية أن أستثمر هذه الفرصة لأهنئكم بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، داعيا الله عز وجل أن يعيده علينا وعلى أمتنا الاسلامية بالخير واليمن والبركات”.
وأضاف: “كما يسرني أن أعرب عن خالص تقديرنا وجزيل شكرنا للجمهورية الموريتانية الإسلامية، على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال وكرم في الضيافة، والشكر موصول أيضا إلى جمهورية باكستان الإسلامية على جهودها وعلى ما بذلته خلال رئاستها الدورة الماضية لمجلسنا هذا”.
كما أعربَ عن بالغ التقدير لمنظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام وكوادرها الكفؤة على ما يقومون به من جهود خيرة تجاه تفعيل العمل الإسلامي المشترك.
وأضاف: “يأتي انعقاد اجتماعنا هذا في موريتانيا العزيزة، مرفأ الشعر والشعراء، وأمتنا الإسلامية تواجه العديد من الأخطار الجسام التي يفرضها ما يشهده العالم من أحوال وأهوال وظروف معقدة وحروب دامية وكوارث طبيعية مقلقة وأوبئة منتشرة، تشكل جميعها تحديات غير مسبوقة باتت لا تعترف بحدودنا الجغرافية كحد لآثارها، وتنذر بمرحلة جديدة مليئة بالكثير من الصعاب التي لا قبل لأي دولة منا بمواجهتها والتغلب عليها دون أخواتها وعمقها الإسلامي”.
وأكد أن جسامة هذه الصعاب والتحديات “تستوجب منا أن نستنهض هممنا ونستجمع قوانا ونوحد مواقفنا وسياساتنا لنزرع بذور الأمل في قلوب ونفوس شعوبنا التي عانت من مشاعر اليأس والظلم والاجحاف، جراء غياب الإرادة الدولية الصادقة في ضمان الحل العادل لقضاياها المستحقة، رغم ما يتوافر لديها من قرارات دولية ملزمة أضحى معظمها بكل أسف حبرا على ورق”.
وأضاف: من غير المقبول أن نبقى دون رؤية واضحة وشاملة لخطة تجمعنا وتضمن تفعيل العمل الإسلامي المشترك، بشكل يمكننا من نبذ جميع أشكال الفرقة واختلاف وجهات النظر، حيال كيفية مواجهة هذه الأخطار والتحديات، لنصل إلى حشد طاقاتنا ومواردنا في سبيل خدمة مصالحنا المشتركة، لنجسد بذلك حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
تابع: ولعل أهم هذه التحديات وأخطرها؛ حالة الجمود المزمنة التي تعاني منها القضية الفلسطينية، التي ستبقى دائماً وأبداً الهم الذي يشغل الوجدان العربي والإسلامي.
ولأننا دعاة سلام فقد آن الأوان للعالم أجمع أن يدرك بأنه لا مجال لمنطقتنا أن تنعم بالاستقرار والأمن والازدهار دون حل عادل وشامل لهذه القضية وبشكل يتماشى مع تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وشعوب الأمة الإسلامية بأسرها.
وأضاف: “وفيما يتعلق بظاهرة الإسلام فوبيا، وما يتعرض له ديننا الإسلامي الحنيف من حملات متعمدة تهدف إلى النيل منه، ومن صورته السمحة، ولمبادئه الداعية إلى الاعتدال والسلام وقبول الآخر مهما كان مختلفا؛ فإنه تقع على عاتقنا نحن جميعا مسؤولية حماية صورته الحقيقية والدفاع عنها”.
وفي هذا الإطار، أشاد العبدالله بـ”الجهود المضنية والمقدرة المبذولة من قبل منظمتنا، والتي توجت بإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على إعلان منتصف شهر مارس من كل عام يوما عالميا لمكافحة ظاهرة الإسلام فوبيا”.
واختتم وزير الخارجية كلمته بالقول: “يحدوني كل الأمل؛ بأن نتمكن في اجتماعنا المبارك هذا من أن نجمع كلمتنا على الخروج بمواقف موحدة ورؤى مشتركة، تمكننا من التغلب على كل هذه التحديات التي تواجهنا، لأنه وبكل بساطة، قدرنا ومصيرنا نحن المسلمين واحد”.
يذكر أن الاجتماع بحث مجمل القضايا والتحديات الراهنة التي يشهدها العالم الإسلامي، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، والتصعيد المستمر في القدس، والانتهاكات المتكررة من العدوان الإسرائيلي.
كما تمَّت مناقشة أطر تعزيز التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب ومواجهة الاسلاموفوبيا ودعم آليات التعاون المشتركة، والوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء في المنظمة، تكريساً لقيم الدين الإسلامي الحنيف والدفاع عنها.

You might also like