العيش بمسؤولية حوارات

0 131

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مصطلح “العيش بمسؤولية” في هذه المقالة الى عيش الحياة الشخصية بشكل واعٍ، ومسؤول ومُنتَبِه (خصوصا بشكل فعّال)، وبمنهج واضح ودقيق يحرص فيه الانسان على النظر الى السياق الاوسع لحياته، وأن يكون دائمًا واعيًا بتصرّفاته الشخصية تجاه نفسه، وتجاه ما يحدث له، أو ما يتعرّض له، أو من يتعامل معهم في العالم الخارجي. وبالطبع، فالنتيجة الحتمية للعيش بمسؤولية ستُنتج تغيّرات وإنجازات ووقائع إيجابية ومجزية، يتمناها كل عاقل لنفسه، ومن بعض مبادئ العيش بمسؤولية، نذكر ما يلي:
-يتوجّب على من يرغب في عيش حياته بشكل مسؤول الحرص على تنقية وتطوير عقله الباطن، واستعماله في حياته اليومية، لا سيما استعماله في استشراف ما سيكون عليه الآخرون في المستقبل في بداية لقائهم والتعامل معهم!
-كلمّا أبقى المرء على الصورة والسياق الأوسع لما يحدث له، ويجري حوله، في ذهنه، وسعى الى النظر خارج الصندوق الذهني الإنساني المغلق، بدأ أول خطوات العيش بمسؤولية.
-من يعيش حياته بشكل مسؤول ينظر الى ما هو أمامه، أو تحته، قبل أن يقفز.
-العيش بمسؤولية يعني أن يستعمل الفرد ما لديه من قدرات ومهارات وإمكانات، ذهنية ونفسية، لرؤية وفهم ما يدور خارج نطاقه الفكري والنفسي الاعتيادي.
-بالنسبة الى من يعيش بمسؤولية، فان آراء الآخرين عنه وتجاهه هي فقط آراء شخصية لأناس آخرين ولا علاقة لها سلبًا او ايجابًا بكيف ينظر الى نفسه، أو كيف يتفاعل مع العالم الخارجي.
-قواعد العيش بمسؤولية: ممارسة الالتزام، الأخلاقي، والنفسي، والفكري، في السر والعلن، والإخلاص في كل عمل، والصدق مع النفس ومع الآخرين، والايفاء التام بالمسؤوليات الأسرية، والمسؤوليات الوظيفية، من دون انتظار مقابل أو اشادة من الآخرين.
-أن تعيش بمسؤولية هي أن تكون أربعة وعشرين ساعة في اليوم مدركًا تمامًا ما أنت عليه، وما أنت فيه كإنسان، في كل الظروف والأوضاع والسياقات، فالعيش بمسؤولية يرادف العيش وفق إرشادات العقل المستنير.
-بالنسبة لمن يعيش بمسؤولية، لا شأن للتفكير الجمعي باختياراته الشخصية، وذلك بسبب أنه يعتبره نقطة مرجعية موقتة ومتغيّرة على الدوام بحسب الظروف والأوضاع والاوقات التي يجد فيها الانسان نفسه.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi

You might also like