العيون الرمدة الوطن ثم الوطن ثم المواطن

0 100

الشيخ علي الجابر الأحمد

رأس هرم الوزارة هو الوزير، يتبعه وكيل، ويتبع الوكيل وكلاء مساعدون ومن دونهم مديرون عامون، ومن ثم مديرو ادارات، ويليهم مراقبون، وبعدهم رؤساء اقسام وخاتمتهم الآلاف من الموظفين، وبعد هذا الحشد الهائل من العاملين بكل وزارة من أعلاها الى أدناها، يطل عليهم مواطن شريف محب لوطنه؛ ليبلغهم عن سلبيات الوزارة بالشارع مع تواطؤ بعض العاملين بها، وكأن تلك الآلاف المؤلفة من العيون الرمدة لا تشاهد ما شاهدته هاتان العينان الكريمتان من هذا المواطن الغيور، ولا نضع اللوم كله على مؤسسات الدولة، فهناك بعض المواطنين للاسف مشاركون في وجود الفساد والسلبيات بسبب سوء تصرفهم، واستخداماتهم الفوضوية ونواياهم الخبيثة، واهمالهم المتعمد، فهم فقط “فالحين” بمطالبة النقل للادارات القريبة من منازلهم، وكأن الكويت قارة، و”فالحين” في كثرة الاعذار، للتأخير والاذن بالخروج، غير المطالبة بالاضافي، والاعمال الممتازة، من دون أي استفادة منهم للدولة.
اما البعض الآخر المجتهد والملتزم بعمله لخدمة وطنه فله منا التحية والتقدير وعلى مسؤوليهم عدم تجاهلهم، بل وانصافهم من دون غيرهم بتكريمهم ماديا ومعنويا.

***

التصحيح قادم
علينا نحن المواطنين الا نستغرب أو نتفاجأ من مشاهدة المناظر السلبية او أي من المخالفات، او السرقات، والرشاوى، او مشاغبة وافد او طول لسان “بدون” او جرائم الخطف والقتل لأننا ببلد “الهون ابرك ما يكون” والتواضع والتسامح من شيمنا، ولا حاجة لصعود السلم الذي وصلت دول مجلس التعاون الى آخر درجاته.
ولو أردت ان تعرف، عزيزي القارئ، معنى درجات السلم التي نحن مازلنا في درجاته الاولى ابحث، وستجدها بالمقارنة مع اشقائنا دول المجلس.
ما تم ذكره ليس تشاؤما بقدر ما هو تذكير بواقعنا المؤلم منذ سنوات طويلة مضت، الا اننا نحمل الامل والتفاؤل بالعهد الجديد، بإذن الله تعالى، لينطلق قطار التصحيح الفعلي للمسار لاخفاء تلك الظواهر السلبية التي لا تحتاج الى وقت طويل ،عندما تكون بداية العقاب العزل من الوظيفية والحبس ونبذ “الواسطة” من النواب وغيرهم.

***

تمنٍ
ياليتكم تتحلون بصفة الصدق والأمانة وتبتعدون عن النفاق والكذب والحقد والحسد وتحبون الكويت الحب الصادق وتخدمونها الخدمة الأمثل، ويكون ولاؤكم الكامل لها ولقيادتها الحكيمة، وتتعاونون بما أمركم الله به بالبر والتقوى لا على الاثم والعدوان، تكونون بذلك قد حملتم صفة الاسلام والمسلمين، فإن كنتم قادرين على حملها، وأنتم أهل لها، فأنتم من الرابحين، أما إذا بعضكم من أهل الصراعات والخلافات العدوانية والقيل والقال، وأكل المال الحرام، وغيرها من الصفات التي لا تمت للإسلام بصلة، فبشروهم بالخسارة دنيا وآخرة.

***

مخامط
مخامط للمناصب القيادية والوظيفية، ومخامط للمكاسب المادية، ومخامط بالدوار وبحارات الشوارع، ومخامط لـ”الواسطات”، ومخامط للاجازات المرضية، ومخامط بالمشاريع حتى بالشتايم مخامط، والعياذ بالله، متى تركدون وتصبرون إلى ان يصلكم ما هو مكتوب لكم من رب العباد، ومن ثم من جهودكم وطيب افعالكم، وتكونوا في الوقت نفسه من النظاميين ليتعلم منكم أجيالكم القادمة.

مواطن كويتي

You might also like