القاهرة وهندسة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
محمد الفرماوي
تضطلع مصر بدور كبير في محيطها الاقليمي، ولاسيما في إقرار السلم والأمن الدوليين، نظراً لمكانتها المركزية وعلاقاتها التاريخية التي تربطها بالقوى الدولية والاقليمية، وقد تجلى هذا الدور خلال العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة والمدن الفلسطينية، حيث بذلت السلطات المصرية، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، جهوداً كبيرة من أجل تهدئة التوتر ووقف الاعتداءات التي خلفت قتلى ومصابين، وتسببت في تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية الفلسطينية.
توجت تلك الجهود بالتوصل التي اتفاق لوقف إطلاق نار متزامن بين الجانبين من دون شروط، بعد ان وافق المجلس الوزاري المصغر الاسرائيلي على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، فيما اكد مسؤولو “حماس” الموافقة أيضاً، وأرسلت القاهرة وفدين أمنيين الى تل أبيب والمناطق الفلسطينية من أجل متابعة إجراءات تنفيذ الاتفاق، وتثبيته على أرض الواقع.
كما تضطلع القاهرة بدور كبير في إعادة إعمار ما تعرضت له المناطق الفلسطينية من تدمير، خاصة في غزة، بتوجيهات القيادة المصرية لتخصيص 500 مليون دولار لاعادة الاعمار، فيما اصدار الرئيس السيسي تعليماته بفتح معبر رفح البري لاستقبال المصابين والجرحى لمعالجتهم في المستشفيات المصرية، وتسيير قوافل طبية ومواد غذائية، ووقود لسد العجز في القطاع. لقد لاقت الجهود المصرية اشادة كبيرة من كل الدول والقوى الكبرى، وهو تأكيد على دورها المحوري في المنطقة، وحرصها على دعم الاستقرار ونبذ العنف ومساندة الاشقاء، والوقوف الى جانبهم.
تتمتع الاجهزة المصرية بخبرة كبيرة ودراية كاملة بمواطن التهديد، وتتخذ خطوات استباقية لدرء المخاطر، سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي، ولعل دورها الكبير كان استمراراً لمكانتها ودورها المعهود، وعزز علاقات مصر بالقوى الكبرى والاقليمية دورها في إطار مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، وخفض التوترات والنزاعات، ولاسميا الدور الكبير في دعم استقرار ليبيا، وأخيراً هندستها وقف إطلاق النار في غزة، وتحقيق الهدوء والاستقرار للإخوة الفلسطينيين.
كاتب مصري