الكويت عملاق نائم… يا حسرة! اتجاه الصميم
نافع حوري الظفيري
عندما تنشر واحدة من كبريات الصحف الغربية، كما هي الحال مع صحيفة “ليفيغاروا” الفرنسية، عن الكويت وتصفها بـ”العملاق النائم”، فهي تحاكي وضعنا الحالي، فنحن فعلا في سبات عميق، متخلفين عن الركب والسباق الساخن التي تعيشه دول المنطقة.
نحن كشعب نعرف أنفسنا قبل الآخرين، وندرك ان تعطل التنمية بسببنا، ومن فعل أيدينا ونظرتنا القصيرة تجاه وطننا.
فما تملكه الكويت من إمكانات قد يفوق الدول الاخرى، ماليا وبشريا، وارضنا خصبة لكل المشاريع، اذا كانت هناك نية وعزيمة لتطبيقها، لكن للاسف ان الكثير منا، وكذلك غالبية أجهزة الدولة، تشغلنا أتفه الأمور، ونترك الضروري من اجل تنمية هذا الوطن.
فالبطء بالانجازات شعارنا، بل نحن نتهافت عليه، أما السرعة في إنجاز المشاريع العملاقة، سواء كانت اقتصادية أو سياحية أو طبية، غير موجود في قاموسنا،ونزيد عليه البيروقراطية المميتة، وكل هذا افساح في المجال لسراق المال العام، الذين يكدون يصبحون قوة كبيرة في البلاد.
في الكويت ليس هناك انجاز للمشاريع وفق المواصفات العالمية، بسبب ضعف الرقابة الإدارية والإشرافية، والاهم من كل هذا عدم وجود غيرة وطنية، لهذا ليس هناك من يعمل لمصلحة الوطن والمواطنين.
ولهذا فإن وصفنا بـ”العملاق النائم” حقيقة لا يمكن نكرانها فنحن نائمون حقاً، فشباب الوطن يملأون المقاهي من أنصاف الليالي حتى ساعات الصباح الاولى، ليذهبوا بعدها للبصم في اماكن عملهم، ثم الذهاب للنوم في منازلهم حتى نهاية دوام العمل حيث يذهبون لبصمة المغادرة.
الكثير منا لا يعمل، لذلك ليس هناك إنتاجية في العمل، ولهذا تتعطل مصالح المواطنين، فكل المعاملات مؤجلة لأتفه الأسباب.
اضف الى ذلك شيوع الرشوة، وكثرة المحسوبيات، ومشكلات المعاملات، وكثرة الاختلاسات فيما غالبيتنا نائمة، فما يهم الواحد منا هو الحصول على راتبه آخر الشهر، اما الباقي فليذهب إلى الجحيم.
سياسات العمل فاشلة، والتطوير الإداري والوظيفي في سبات عميق، لذلك لا نجد إنجازات في الواقع، إلا القليل،لهذا تفوق الغير علينا بمراحل، ورغم اننا دائماً نسأل أنفسنا: متى نفيق، ومتى يستيقظ هذا العملاق النائم. الحل بأيدينا، لكننا لا نريد أن نحرك ساكناً، لذا أصبحت الكويت مغلقة على نفسها، وكل شيء عندنا رفع عليه شعاره”ممنوع”.
فالعمالة التي تبني قليلة، والموجودة تتحكم بالمواطن المسكين، والمطار لا يمتلأ إلا بالعمالة المنزلية، فيما مطارات الدول ألآخرى تمتلئ بالأيدي العاملة لإعمار أوطانها، او السياح من كل بقاع العالم.
كثير من الدول التي تصرف عليها الكويت، وتمدها بالقروض، وقد أصبحت بنيتها التحتية ومشاريعها أفضل منا بكثير، بينما نحن نتسلى بالقشور، فمتى يصحوا هذا العملاق النائم؟ عند الله العلم الأكيد؟
“اللهم احفظ الكويت”
محام وكاتب كويتي
Nafelawyer22@gmail.com