الكويت والإمارات … روابط ووشائج

0 125

بسام القصاص

العلاقة بين شعبي الكويت والإمارات أبلغ من أي وصف وأعمق من أي كلمات، نسجت خيوط هذه العلاقة -شديدة الخصوصية- على مدار سنوات عدة، ليس فقط بحكم الاقتراب الجغرافي،ولا بروابط البيئة المشتركة والمناخ المتقارب، ولا وشائج العروبة والتاريخ الذي يربط منطقة الخليج ببعضها، ويجعلها بمثابة الكل في واحد، وانما أيضا- وبجانب هذا كله – بسبب الارادة التي حكمت دومًا اقتراب أبناء البلدين ورغبتهما المشتركة في أن يكونا دائما قلبا واحدًا نابضًا في جسدين.
الشعوب تفعل ذلك بروابطها الوثيقة، وتقاليدها العريقة ومشاعرها الدافئة وتعميق المشتركات بينها وبين الشعوب الأخرى، وهكذا فعل شعب الكويت مع الامارات، ومع كل شعوب المنطقة على السواء، هناك ما يحفز أبناء دول الخليج على الارتباط والتقارب والحلم الواحد، دائما كانت الكويت والامارات نموذجا لهذه الروابط والوشائج القوية.
ومن حسن الطالع أن الحكام في كلا البلدين يدركان عمق هذه المشاعر الاخوية ويسعون دوما لتأكيدها بالافعال، فتظل الأفعال هي الوسيلة التي تعمق العلاقات وليس الكلمات.
-تعود جذور هذه الروابط الأخوية الوثيقة إلى أكثر من ستة عقود مضت، وتحظى بدعم ورعاية القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ومن أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ولأن قيادتي الدولتين تعملان من اجل تعميق هذه الروابط بالأفعال وليس بالأقوال، فإن الاحتفال الأخير الذي أقامته سفارة دولة الإمارات هنا على ارض الكويت، أوضح بجلاء أن هذه العلاقات شهدت تطورا ملحوظا، وظهر ذلك في مشروعات مشتركة وسياسات متطابقة تجاه القضايا الكبرى المصيرية التي تواجهها امتنا العربية.
بدأت سفارة الإمارات احتفالاتها باليوم الوطني بتنظيم مهرجان تراثي، تبين من متابعته أن تراث الكويت والإمارات واحد وممتدة جذوره، وبخاصة ما عرفناه عن قرب ومن شخصيات مسؤولة بالبلدين كانت حاضرة فى المهرجان، وتجلى ذلك في إدراك الحضور من شعبي البلدين الشقيقين أنهما متشابهان تماما في عاداتهما وتقاليدهما العربية الأصيلة.
الكويت والإمارات دولتان ترتبطان بعلاقات استثنائية خاصة وتاريخية متجذرة، تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف وتسعيان بقوة نحو تحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية.
وبنظرة تاريخية سريعة يتضح لنا أن علاقات الكويت بالإمارات على الصعيد الاقتصادي والتجاري طويلة وعميقة، بل إنها علاقة متجذرة لحقبة ما قبل اكتشاف النفط، وتعود قوة العلاقة التجارية الأخوية بين البلدين لسياسات رشيدة للقيادة الحكيمة فى كلا البلدين.
إن وثائق وكتب التاريخ ستقف طويلا بكل فخار، لتخلد أدوارًا بالغة الأهمية، لعبها رجالات وتجار من الجانبين ممن مهدوا الطريق للمستقبل من خلال التجارة والتنمية، نستذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر من الجانب الكويتي المغفور لهما مرشد العصيمي ومبارك الحساوي وآل الفليج وآل الشايع، ومن جانب الإمارات أبناء عوائل كريمة امتهنت التجارة مثل آل الغرير والماجد والعويس والفطيم، والكثير غيرهم، ممن يضعون نصب أعينهم حب شعوبهم وأوطانهم ويعملون على تقدمها ورفعتها.
دمت ودام عزك يالكويت ودمت ودام عزك يالإمارات.

كاتب مصري

You might also like