الكويت والبحرين…عينان برأس
بسام القصاص
تتميز العلاقات البحرينية الكويتية باخويتها وتلاحمها، وتأسست العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين على أسس صلبة وتاريخية، من الاحترام والتقدير والمودة، ووشائج القربى، ووحدة المصير، والالتزام الثابت في إطار البيت الخليجي الواحد وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار، والسلام الإقليمي والعالمي.
وتزداد العلاقات تطوراً ونمواً ورسوخاً، في ظل حكم أمير الكويت صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وبمتابعة ودعم من ولي عهد الكويت سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد البحرين.
يشترك البلدان الشقيقان في سعيهما لترسيخ قيم التسامح والاعتدال في مواجهة التطرف والإرهاب، ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الخليجية والعربية، وتوفير فرص التقدم والتنمية المستدامة لدول المنطقة وشعوبها.
وقد تجسدت العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في أسمى معانيها خلال مشاركة البحرين في تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم؛ حيث كان لها دور محوري تمثل في الدعم اللوجستي لقوات التحالف، فكانت مرتكزاً رئيساً لتلك القوات، فضلاً عن المساهمات العسكرية المباشرة، إذْ كانت القوات البحرينية في طليعة القوات الخليجية، وكان أداؤها متميزاً للغاية، ومحل إشادة وتقدير من كل القوات المشاركة في حرب التحرير، بالإضافة إلى قصص المتطوعين البحرينيين البواسل.
كما كان للديبلوماسية البحرينية دور فعال في دعم دولة الكويت الشقيقة في أزمة الغزو عام 1990، سواءً في صياغة القرارات التي أدانت الغزو أو طرح الرؤى للتعامل معه، بالإضافة إلى التحرك في كل المحافل الدولية لحشد المواقف لدعم عودة الشرعية إلى دولة الكويت.
ولقد كان هناك دور حكومي وشعبي فعال في الوقوف الى جانب الأسر الكويتية التي قصدت البحرين خلال الأزمة، وقُدّر عددها، آنذاك، بنحو 12 ألفا، لتثبت الدولتان أنهما عينان في رأس، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وعلى مدار العقود الماضية، شهدت العلاقات الكويتية – البحرينية تطورا ملموسا على كل الأصعدة والمستويات، وبخاصة منذ إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين حكومتي البلدين الشقيقين في عام 2001، وتوقيع اتفاقيات التعاون الديبلوماسي والقنصلي والسياحي والجوي والثقافي والتربوي والإعلامي، ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية للتعاون في مجالات متعددة إلى جانب ما تشهده العلاقات الاقتصادية من تطورات إيجابية، حيث تشمل مجالات التعاون والاتفاقيات المجالات العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والديبلوماسية، والقنصلية، والسياحية، والجوية، والثقافية، والتربوية، والإعلامية، بينما تتميز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بتوافق الرؤى، والمواقف، تجاه القضايا الخليجية والإقليمية والعربية والدولية.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الكويت والبحرين، وفق آخر إحصائية مطلع هذا العام نحو 470 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة الصادرات البحرينية للكويت 284 مليون دولار، بينما تبلغ قيمة إعادة التصدير نحو 47 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة الواردات البحرينية من الكويت 139 مليون دولار، بينما تبلغ الاستثمارات الكويتية المباشرة في البحرين نحو 2.25 مليار دولار.
وكان للكويت مواقف مشرفة تذكرها البحرين بالعرفان، كان آخرها دعم الكويت، قيادة وحكومة وشعباً، للمملكة خلال الأحداث المؤسفة في فبراير 2011، وقد شاركت قوات بحرية كويتية تحت مظلة قوات “درع الجزيرة” في البحرين، لحفظ الأمن في المملكة.
كما شاركت الكويت مع السعودية والإمارات في دعم جهود برنامج التوازن المالي في مملكة البحرين، ضمن حزمة مساعدات بلغت نحو 10 مليارات دولار في 2018.
الكويت، قيادة وحكومة وشعبا، تشارك الشعب البحريني الشقيق أعياده الوطنية، لتؤكد فخرها بالعلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين، وحرصها على توثيق التعاون المشترك بما يعود بالنفع والنماء لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وترسيخا للقيم المشتركة من التسامح والاعتدال، وتوفير فرص التقدم والتنمية المستدامة لدول المنطقة وشعوبها.
صحافي مصري