اللجنة التعليمية … والنظر تحت الأقدام
م.عبدالله خسروه
عودا على بدء حول قرار التعليم عن بعد الذي أقرته وزارة التربية اختياريا بضغط من اللجنة التعليمية لتمرير مصالح ومكاسب سياسية واضحة.
قبل الخوض في أصل الموضوع أشكر كل من تفاعل نقدا مع ما سطرته من رأي حول القرار المتسرع بإقرار نظام تعليمي غير مجرب عمليا او معتمد تشريعيا وأكاديميا.
وأؤكد من جديد انني لست ضد التعليم الإلكتروني أو ما يسمى التعليم عن بعد ، كما أؤكد أن سبب رفضي لهذا التوجه هو عدم جاهزية وزارة التربية وعدم استعدادها لهذا الأمر.
ولن أكرر تحميل مسؤولية ما حدث ونتائجه لرئيس اللجنة التعليمية د.عودة الرويعي فهذا ما سلم به أغلب المنتمين للجسم التعليمي بمختلف مؤسساته ومستوياته ، فهم يرون بأن قرار المؤسسة التعليمية مختطف، وأن اللجنة التعليمية برئيسها يضغطون لتمرير قراراتهم ووجهات نظرهم. ما جعلني اعود للكتابة حول الموضوع هو حديث دار بيني وبين الدكتور بدر الخضري عضو هيئة التدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ، وهو أحد الأكاديميين المتخصصين بتكنولوجيا التعليم بكلية التربية الأساسية، وعضو رابطة أعضاء هيئة التدريس بالهيئة، حيث سألته : “هل تم الاستعانة بكم كمتخصصين من قبل وزير التربية والتعليم العالي أو اللجنة التعليمية، للاستدلال برأيكم العلمي والفني والأكاديمي حول السعي لاقرار التعلم عن بعد”أو كرابطة، فأجابني،”لا لم يتم استدعاؤنا بأي صفة كانت”
لم أفاجأ عندما علمت ان اللجنة التعليمية لم تستدع من يمثل رابطة أعضاء هيئة التدريس أكبر مؤسستين تعليميتين في الكويت، التطبيقي والجامعة، حيث لم تتعامل اللجنة التعليمية ممثلة برئيسها الدكتور الرويعي بمهنية علمية مع المتخصصين من الأكاديميين، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، فها هو رئيس رابطة أعضاء التدريس بجامعة الكويت الدكتور ابراهيم الحمود يعترض على قرار التعليم عن بعد وهذا أيضا مدير الجامعة، يرفض الفكرة، والجميع يتحدث عن التوقيت والجاهزية.
باختصار وبعد تجربة شهر تقريبا، أستطيع أن أؤكد بأنكم كمسؤولين عن العملية التعليمية ظلمتم أبناءنا من طلبة المدارس والجامعات الخاصة، تحديدا طلبة المرحلة التأسيسية “الابتدائية” وهنا أبين كولي أمر لا صاحب رأي بأن وزارة التربية أجرمت بحق أبنائنا ، ولذا أدعو وزير التربية والتعليم العالي ليعود بالتفكير في قراره، فيما لو استمرت أزمة جائحة “كورونا” واضطرت الوزارة الى ان تبدأ العام الدراسي المقبل بنظام التعلم عن بعد ، الوقت متاح الان لاستقصاء آراء أولياء أمور الطلبة الذين خاضوا تجربة التعلم عن بعد.
وأؤكد بأن أي قرار حول المستقبل لإعادة التعليم لو اتخذ بذات الالية سيكون له أثره السيئ مستقبلا ، كما ادعوه ألا يلتفت الى اللجنة التعليمية بأي قرار مستقبلي ، فهذه اللجنة بتركيبتها الحالية فقدت الثقة شعبيا إلا من رحم ربي، “فهي تفتقد الرؤية وحدود نظرها تحت قدميها ” ، كما انها لا تنفذ ما يجب عليها أن تنفذه …. بل تمرر وتقرر ما يملى عليها.
وتذكر يا دكتور سعود … أيامك كوزير ربما تكون معدودة … فاتخذ قرارا يذكرك به المواطن بالخير.
خير الكلام..
من وصايا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – إلى محمد بن أبي بكر، حين قلده مصر: “فاخفض لهم جناحك، وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وآس “ساوي” بينهم في اللحظة والنظرة، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم “ظلمك لأجلهم” ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم، فإن الله تعالى يسألكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة، والظاهرة والمستورة، فإن يُعذب فأنتم أظلم، وإن يعفُ فهو أكرم”.
كاتب كويتي