“المحظورة” التي كانت “محظوظة” علشانك يامصر
فوزي عويس
“زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا…أبشر بطول سلامة يامربع”، هذا القول لابن جرير ينطبق تماما على ما قاله القائم بأعمال المرشد العام للجماعة الإرهابية المدعو ابرهيم منير، بأن الحوار الوطني الذي تم تدشينه في مصر استجابة لمبادرة رئاسية سوف يفشل، والذي لن يفشل بمشيئة الله تعالى وارادة المصريين رئيسا وشعبا، وسبب الفشل كما نطق كرها “أن “الإخوان” تم استبعادهم منه”!
هذا “المظلم” لا أدري كيف كان ينتظر أن تشارك جماعته في الحوار الوطني بعد أن أصبح بينها وبين الشعب المصري دم وثأر؟
أما اعترفت يا إبراهيم بأن مصر لم تعد وطنا لكم، ودعوت لإنقاذها عبر ازاحة هذا الوطن! ولا أدري كيف؟
وأما اعترفت بتكفير جماعتك للأوطان مقتديا بمرشدك الراحل عاكف الذي قال “طظ في مصر وأبو مصر”، ألم تعترف بأن مجموعات “اخوانية” حملت السلاح ضد الدولة، وحاولت أن تضحك على عقولنا التي لفظتكم، وقلت أن هذه المجموعات المسلحة التي لجأت الى العنف ونفذت عمليات تفجير فعلت ذلك من دون موافقة القيادات التاريخية لجماعتك الإرهابية، سائرا بذلك على نهج معلمك حسن البنا صاحب بيان “ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين”؟
وألم تعترف بأن جماعتكم الإرهابية تواصل تشويه الدولة المصرية في أميركا وبريطانيا وأوروبا؟
كم أنت واهم يا من تعيش في ترف بأموال جماعتك المشبوهة في اعتقادك بأن شبكة المنظمات الخيرية التي أقامتها حركتكم على مدى عقود لا تزال تتمتع بتعاطف كثير من المصريين، أما بلغك أن “الجمهورية الجديدة” فطنت للوتر الذي كنتم تعزفون عليه وأقامت أكبر برنامج للحماية الاجتماعية في المنطقة يغطي الملايين، وسيصل الى تغطية 60 مليون مصري، بمشيئة الله تعالى؟
لعل الشيء الوحيد الذي صدقت فيه وأنت “الكذوب” قولك “الجماعة تمر بأوقات عصيبة لم تمر بها من قبل، فهذه المرة أقسى من كل المرات والمحن الماضية التي شهدتها منذ تأسيسها قبل مايربو على 90 عاما”.
نعم فقد انتهى عصر “العصا والجزرة” الذي كنتم تعيشونه في مصر لاكثر من أربعة عقود، حيث كنتم محظورين شعارا لا حقيقة، وتقيمون ندواتكم وانتخاباتكم علنا تحت شعاركم المضلل “الإسلام هو الحل”، وقد قالها لي مرشدكم الراحل عاكف حين بدأت معه أحد حواراتي بالقول:”أنتم جماعة محظورة”؟ فأجاب على الفور:”بل نحن جماعة محظوظة”! وقد كان هذا صحيحا، فمثلا هل تستطيع أن تنكر أن خيرت الشاطر كان مهندس صفقة “الإخوان” مع النظام في انتخابات العام 2005 ؟ وأنه كان يؤخذ من محبسه بذريعة العلاج مرة أسبوعيا الى القصر العيني ليدير أعماله الخاصة منه بوجود سكرتاريته التي كانت تسبقه؟
نعم كنتم جماعة محظوظة، أما حاليا فأنتم جماعة ارهابية محظورة، قولا وعملا، فاعلم يا إبراهيم أن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء، ولن يخدعنا قولك “أنكم ترفضون الصراع على السلطة”، فهذا كلام لم يعد ينطلي على الشعب المصري الذي عانى منكم ومن ارهابكم، وقتلكم لكوكبة غالية من أبنائه البررة، الذين دفعوا أرواحهم فداء للوطن، ان أبلغ توصيف لواقعكم ذلك الذي قاله المفكر الإسلامي الكبير ثروت الخرباوي: “الإخوان وصلوا لحالة يمكن وصفها بمستشفى للأمراض النفسية والعقلية، والتي تضم مجموعة من المرضى الذين انهارت معنوياتهم بعد أن لفظهم الشعب”، ألا فاذهب وجماعتك الإرهابية الى الجحيم غير مأسوف عليكم، فمزبلة التاريخ تليق بكم…والله من وراء القصد.
* * *
نبارك للدكتور مصطفي مدبولي تجديد ثقة القيادة السياسية فيه كرئيس للحكومة، والتهنئة موصولة للوزراء، ونذكرهم بالرسالة التي تلقاها اللبناني بهيج تقي الدين فور اختياره وزيرا العام 1949 من أخيه والتي جاء فيها “أخي بهيج أمد الله في عمره: شرف كبير لعائلتنا أن تصبح وزيرا، لكني أذكرك بأننا عندما كنا صغارا كنا نتسابق للنوم في فراش أبينا رحمه الله، وتذكر أن الوالد كان يشتم رائحة أيدينا ليتأكد أنها نظيفة كي يسمح لنا بالنوم معه، والآن يرقد أبونا تحت السنديانة، ولا شك أننا سوف نرقد معه بعد مدة، فاحرص يا أخي أن تكون يداك نظيفة حين ترقد معه”.
* * *
آخر الكلام: اذا رأيت نيوب الليث بارزة… فلا تحسبن أن الليث يبتسم.
كاتب مصري