المرأة العربية زهرة تنمية المجتمع

0 423

فادي محمد الدحدوح

توقفت كثيراً عند اختيار عنوان يعطي للمرأة العربية والإسلامية مكانتها المتنامية الجمال التي لا يكاد فنان محترف مبدع أن يستطيع نقش مدى الصبر والعطاء والجمال اللامتناهي لهذه المرأة، ولو أضفنا إلى ذلك الصبر الشامخ للمرأة في ظل التحديات التي تعصف بالأمة العربية والإسلامية، لوجدنا أنفسنا أمام زهرة التنمية، أيقونة العطاء وميدان الحب والثبات، وروح المشاركة.
المرأة العربية هي الصورة الحقيقية المعبرة عن المجتمع، تؤدي الرسالة المقدسة بكل معاني الصبر والأمل والألم، وتتخطي جميع التحديات لتأدية المهام الكبرى المتمثلة برسالة الخير والسلام ومعاني الاخلاص والوفاء والعطاء، والتنشئة على صلابة النفس وقوة الإرادة، وترسيخ معاني حب التعاون، ومن هنا نستطيع أن نقطف ثمرة بناء الأمة والمجتمع بشكل حقيقي تنموي، وبذلك يتكون الجيل الصاعد الجديد، وينشأ نشأة سليمة.
إن بروز المرأة العربية في الكثير من المنابر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يعد في حقيقة الأمر تتويجاً للنجاحات المستمرة التي تحرزها حتى الآن في الكفاح المتواصل الهادف إلى تطوير وبناء المجتمع، والمشاركة الفاعلة الحقيقية في التنمية الشاملة، من خلال وجود المرأة كعضو فعال في المجتمع العربي عبر فتح بيئة خصبة لتمكين المرأة.
ومما نرى ونشاهد فإن المرأة العربية لديها الكثير من المهام الضرورية في المجتمع، فهي البنت والام والزوجة والجدة وفي كل مرحلة من مراحل حياتها هناك الكثير من الاعباء والواجبات المناطة بها، وتتعاظم تلك المهام على المرأة في ظل الظروف الراهنة، فالمرأة التي تدرك حقيقة وعظيم دورها، وتلتزم بواجباتها على الوجه الأمثل، إنما تؤثر في حركة الحياة في وطنها تأثيراً بالغاً، يدفع به إلى فضاء التقدم والرقي والريادة الحضارية النشطة.
إذاً فالمرأة العربية هي الركيزة الأساسية داخل الأسرة، والمجتمع، ومن دونها لا يمكن إحداث التنمية الفاعلة في المجتمعات، نعم هذه هي المرأة العربية التي تسطر يوماً بعد يومٍ ملامح الأفق الجميل، والمجد العظيم، والتضحيات التي تقوم بها، بدءا من محيطها القريب منها من أسرتها الصغيرة، ومروراً بمجتمعها الخارجي ووصولًا إلى العالم أجمع، لتظهر بصمات الإبداع والتفوق والريادة في جميع المجالات المجتمعية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إن مجمل التحديات التي تواجه المرأة العربية كالفقر والجهل والتعصب، والبطالة، وظروف الحرمان يجب أن تتم معالجتها من منظور تنموي وبتعاون كامل من جميع الجهات القيادية وصناع القرار ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى توسيع الدور التنموي للمرأة العربية داخل المجتمع، وبالتالي تتمكن المرأة من النهوض بشكل أكثر فاعلية وتأثيراً اذا ما أعدت بصورة صحيحة للقيام بدورها المناط بها، لأجل المساهمة في بناء المجتمع بشكل قوي قادر على معايشة الواقع والعصر في كل حال، ومن هنا جاء سبق وتركيز الاسلام على بناء شخصية المرأة بشكل أصيل ومتكامل.
ورغم التحديات كافة، ما زالت المرأة العربية تسطر الإبداع بأبهى صورة في جميع المجالات، فهي المعلمة والمربية، والطبيبة، والقاضية والشاعرة، والأديبة والفقيهة، وحتى اللحظة ما زالت المرأة العربية تكدح وتكد، وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، هي الأم الرائعة الصابرة التي يقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة؛ وهي التي تدير البيت وتوجه مجالاته، وهي كذلك البنت والأخت، مما يجعل الدور الذي تقوم به في بناء المجتمع لا يمكن إغفاله أو التقليل من قيمته وخطورته.
أخيراً يمكنني القول إن المرأة العربية هي الصورة الكاملة عند النظر للمجتمع، ظروفها وأحوالها وخصائصها تنعكس فيها القيم الأساسية التي تحكم حركة المجتمع، وتسير أموره؛ إنها خط الدفاع الأول الذي يحمي المرء من كل الهجمات، إنها سر كلمة الأمان والدفء والتربية، فالنساء رائعات، يتحملن كل شيء، ويدركن أن الحزن والشدائد، لا مفر منها، ولديهن استعداد أن يغصن فيها ليعبرن إلى الشاطئ الآخر بكل دفء وأمان.

خبير في البحث العلمي والدراسات العليا

You might also like