“المغتربون والحوار”… والأمل في علاج العوار(2 2-) علشانك يامصر

0 158

فوزي عويس

طالبت في الجزء الأول من هذه المقالة بضرورة أن يكون العاملون في الخارج في قلب الحوار الوطني، على أن تمثلهم كوكبة من أهل الميدان بهدف تبني ستراتيجية واضحة تضمن تحقيق أكبر استفادة متبادلة بينهم وبين الدولة.
وقدمت مقترحا من محورين، الأول تأسيس شركات مساهمة، والآخر اعتماد نظام النقاط في تحويلاتهم المالية التي تمثل المصدر الأول للدخل القومي بعد النفط، وسأخوض هنا في تفاصيل المقترح، فعلى صعيد المحور الأول لقد أن الأوان لتحفيز المغتربين على الاستثمار في وطنهم بشكل منظم وأجدى، ولهذا فإن تبني الدولة تأسيس شركات مساهمة للمغتربين تطرح أسهمها للاكتتاب العام بات أمرا ملحا، خصوصا في ظل الجمهورية الجديدة التي يرعى ويقود نهضتها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويمكن للخبراء المتخصصين وضع خارطة طريق تضمن وجود مثل هذه الشركات بمشاركة الدولة، بحيث يكون على سبيل المثال للمصريين في السعودية شركة متخصصة في انتاج الدواء، ولأقرانهم في الكويت شركة متخصصة في الإسكان، وللمقيمين في الدول الأجنبية شركة متخصصة في انتاج الغذاء وهكذا، على أن توزع الأرباح في نهاية كل عام على المساهمين، ويمكن البدء في تنفيذ نموذج يعمم ان شاء الله تعالى حال نجاحه.
أما المحور الثاني من المقترح فيتمثل في اعتماد نظام النقاط على صعيد التحويلات بحيث تكون هناك بطاقات “ذهبية” وأخرى “فضية” وثالثة “برونزية”، يحصل على أي منها المغترب بناء على عدد النقاط التي حصدها مقابل تحويلاته مقابل أن يستفيد حامل كل بطاقة من بعض المزايا التي تقدم له، إما على صعيد الإعفاءات الجمركية عند العودة النهائية، أو على نحو آخر، وبذلك نكون قد حققنا استفادة كبيرة للدولة وللمغتربين في آن. هذا المقترح طرحته قبل سنوات في مقالة لي نشرت في جريدة “السياسة”، وسلمته يداً بيد إلى وكيل وزارة المالية، مدير عام مصلحة الجمارك، عندما كان يتحاور مع كوكبة من أبناء الجالية المصرية في القنصلية المصرية في الكويت، وذلك بعد أن استمع الى بعض المتحدثين الذين طالبوا بإعفاءات جمركية عند العودة النهائية، وقال:” أنتم تطالبون وتطالبون فأين مقترحاتكم”؟
بعد أن قرأه قال:” هذا من أفضل المقترحات التي تلقيتها”، كما سلمته يدا بيد الى رئيس الوزراء الراحل عاطف عبيد في لقاء له بقصر بيان مع بعض أبناء الجالية، وعلى مرأى ومسمع من السفير والقنصل العام، وأخذه ووضعه في جيبه!
للأسف لم يكن هناك صاحب قرار، أو من يهتم بشؤون المغتربين كما ينبغي أن يكون الاهتمام، وكانت لقاءات المسؤولين كافة معنا مجرد استيفاء أوراق، لكي يكتبوا في تقاريرهم أنهم التقوا أبناء الجالية، واستمعوا الى مشكلاتهم! الآن أزعم، وفي ظل الجمهورية الجديدة، أن هناك من يمكن أن يسمع، ويعقل، ويهتم، ويقرر من أجل مصر الجديدة…والله من وراء القصد
• كم أنا فخور بالرئيس السيسي الذي استطاع تجديد الخطاب السياسي العربي الذي اتسم بالجمود ردحا من الزمن، بعد أن أضاف اليه خصائص جديدة، كالجرأة والمواجهة والمكاشفة والصراحة، وقد ظهر ذلك جليا خلال الفترة الأخيرة التي استعادت فيها القاهرة دورها كعاصمة للقرار العربي، وكانت مزارا للقادة العرب بعدما كادت تضيع مصر قبيل عقد من الزمان.
وقد توج الرئيس السيسي هذا الدور بتقديمه رؤية شاملة وجامعة مانعة من خمسة محاور تمثل خارطة طريق من شأنها، حال تنفيذها، أن تضمن استقرار المنطقة، وذلك قبيل أيام معدودة في القمة العربية الأميركية في السعودية، التي حضرها الرئيس بايدن واعترف خلالها بالتقصير الأميركي في حق القضايا العربية، ووضع بلاده أمام اختبار قوي، وجعل مصداقيتها على المحك، وسوف ننتظر لنرى.
• آخر الكلام: وفق ما قاله وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر فإن الشبكة الكهربائية شهدت انخفاضا في معدل الاستهلاك خلال أيام عيد الأضحى المبارك…اللهم اجعل كل أيامنا أعيادا.
$ كاتب مصري

You might also like