المغرب وإسبانيا يعززان المصالحة بينهما بتوقيع 24 اتفاقية أخنوش وسانشيز دشنا "شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل" وأطلقا مرحلة جديدة في العلاقات
الرباط، عواصم – وكالات: في أول اجتماع رفيع المستوى بين الرباط ومدريد منذ يونيو 2015، أجرى رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في الرباط أمس، محادثات مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، حيث شددا على تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين الرباط ومدريد، وشهدا توقيع نحو 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين.
وأشاد أخنوش بتوقيع بلاده مذكرة تفاهم ستراتيجية شاملة مع إسبانيا، وقال في كلمته خلال افتتاح اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية إن “الاجتماع فرصة للاحتفاء بالعلاقات التاريخية وأواصر الصداقة المغربية الإسبانية”، واعتبر أن الاجتماع يعزز انخراط المغرب وإسبانيا في مسار متجدد للتعاون الثنائي، يستجيب للإرادة القوية للعاهلين الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، من أجل ترسيخ الشراكة الستراتيجية الثنائية وترجمة توجهاتها الكبرى إلى خارطة طريق واضحة المعالم لخدمة مصالح الشعبين الصديقين.
وأشاد بما حققه البلدان منذ الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة الذي عقد بمدريد عام 2015، وبالحصيلة الإيجابية للبيان المشترك الصادر عن ذلك الاجتماع، مجددا رغبة الرباط في تعزيز التعاون ليشمل أبعادا جديدة، مشيرا إلى أن الدورة الحالية للجنة العليا المشتركة شعارها “شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل”.
وأكد رغبة البلدين في إقامة حوار شفاف ودائم مبني على الثقة والاحترام المتبادل في التعامل مع كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن المشاورات الصريحة والمستمرة حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية قادت إلى تقريب وجهات النظر في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب أخنوش عن ارتياح المغرب للموقف الإسباني المساند للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية المقدمة من جانب الرباط عام 2007، واعتبارها الأساس الجدي والواقعي وذات المصداقية لحل هذا النزاع المفتعل.
من جانبه، وفي مداخلته خلال المنتدى الاقتصادي المغربي-الإسباني الذي عقد على هامش الاجتماع رفيع المستوى، شدد سانشيز على الأهمية التي توليها بلاده للعلاقات مع المغرب، وعلى الهدف المشترك المتمثل في فتح مرحلة جديدة تمكن من الاستفادة من الإمكانات الكاملة التي توفرها هذه العلاقات المتجددة القائمة على الثقة.
وأضاف أن إسبانيا والمغرب يتقاسمان الطموح للمضي قدما نحو هذه المرحلة الجديدة، لا سيما مع 24 اتفاقية التي سيتم توقيعها، معتبرا أن العلاقات بين البلدين تصب في مصلحة المغرب وإسبانيا وأوروبا.
وأشار سانشيز إلى أن الشراكة الاقتصادية الجديدة ستتيح للمقاولات المغربية والإسبانية أن تكون أكثر ازدهارا، معلنا عن توقيع بروتوكول تمويل جديد بقيمة 800 مليون يورو لتمويل مشاريع جديدة ذات اهتمام مشترك من قبل المقاولات الإسبانية في المغرب. وقال سانشيز إن المشاريع ستنفذها شركات إسبانية في المغرب، مؤكدا أن إسبانيا والمغرب يتقاسمان الطموح للمضي قدما نحو هذه المرحلة الجديدة، لا سيما مع 24 اتفاقية التي سيتم توقيعها بين البلدين، مشيرا إلى أن إسبانيا هي ثالث أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، مشيدا بمستوى المبادلات التجارية بين البلدين.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس أشاد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسباني قبيل وصوله إلى الرباط، بالمرحلة الجديدة للشراكة الثنائية بين الجارين، حسبما ورد في بيان للديوان الملكي. وفي وقت سابق، أعلنت وزيرة التجارة والصناعة الإسبانية ماريا رييس ماروتو، تخصيص بلادها خط ائتمان بقيمة 800 مليون يورو، لتشجيع الشركات الإسبانية على الاستثمار في المغرب.