“المقاومة الاقتصادية” شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال “حزب الله”

0 554

الياس بجاني

إن الواجب الوطني يقضي بضرورة الاعتراف ـ أقوالاً وأفعالاً ـ بواقع الاحتلال الإيراني المعاش على أرض الواقع والمعاناة في وطن الأرز.
الالتزام بهذا الواجب هو فقط معيار الصدق الوحيد لكل عامل في الشأن العام والاجتماعي والحزبي والسياسي اللبناني سواء كان في مواقع الحكم أو خارجه، هذا المعيار الوطني يلزم كل سيادي واستقلالي وكياني لبناني الإقرار علناً ودون مواربة أو ذمية أو رمادية بأن وطن الأرز هو بلد محتل، وبأن المحتل هو “حزب الله” لإيراني.
من هنا فإن المقاومة الحقيقية يجب أن تكون مقاومة شجاعة وصادقة لهذا الاحتلال، وليس تغطيته وخلق الأعذار والحجج لتقويته واستمراره والتعايش معه.
إذاً، المرض الأساسي في لبنان هو مرض احتلال حزب الله للبلد، وهو مرض سرطاني ومدمر ولاغٍ ومناقض لكل ما هو لبنان ولبناني من دستور وتعايش ودور حضاري وثقافي وتضحيات شهداء وهوية وتاريخ.
هذا الواقع الاحتلالي والمأساوي يتطلب فرز القمح عن “الزوؤان”، أي التفريق بين المقاوم الحقيقي للاحتلال الذي لا يريد شيئاً لنفسه، وبين من يغطيه ويضرب بسيفه طمعاً بسلطة ومواقع ومال مقابل التنازل عن السيادة والاستقلال والقبول بدور الطروادي والإسخريوتي.
في هذا السياق لابد من تعرية أولئك الحكام والسياسيين والأحزاب الرافعين حالياً راية “المقاومة الاقتصادية” والتعامي عن سابق تصور وتصميم عن واقع سرطان احتلال “حزب الله” الإيراني.
الهم الاقتصادي على أهميته المعيشية القصوى يجب ألا يكون مقاومة بمفهوم “المقاومة والممانعة” الإرهابية والملالوية التي يتلحف بعباءتها حزب الله ومن خلالها يسوّق بالقوة والإرهاب لوهم مشروع الإمبراطورية الإيرانية التوسعي والمذهبي.
إن المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبكيانه هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي المقاومة الوحيدة يجب أن تكون في مواجهته، بهدف التخلص منه وتحرير لبنان، أما التردي الاقتصادي على أهميته المعيشية ليس هو العلة الأساسية، بل هو عارض من أعراض مرض الاحتلال، ولهذا فإنه من الغباء والجهل إلهاء الناس به بهدف التعمية والتشويه.
الخلاصة، إن إلهاء الناس بقصة “المقاومة الاقتصادية” هو عمل ترقيعي وتعموي هدفه تغطية مرض الاحتلال عن سابق تصور وتصميم، هذا التوجه مرفوض ومن الواجب تعرية أهداف ومرامي كل الذين يسوّقون له.
يبقى القول إن العلاج الوحيد لمرض الاحتلال يمكن في مقاومته ورفضه وعدم الرضوخ والاستسلام له تحت أي حجة للتعايش “المصلحي” معه وتشريعه، والأهم هنا الضرورة المقدسة لتعرية وعزل كل من يغطيه ويحميه من الحكام والأحزاب والسياسيين. لا وألف لا لكذبة “المقاومة الاقتصادية” التعموية، ونعم وألف نعم لمقاومة احتلال حزب الله.
ناشط لبناني اغترابي

You might also like