اليوم الدولي للحد من الكوارث

0 170

عادل عبدالعزيز النصار

تتكاتف جهود دول العالم في 13 أكتوبر كل عام بإحياء اليوم الدولي للحد من الكوارث، وذلك عن طريق الاستعداد قبل حصولها لمنع الخسائر في الأرواح ومصادر الرزق والصحة والتراث الثقافي والممتلكـات الاجتماعيـة والاقتصـادية بمزيـد مـن الفعاليـة، ومـن ثم تعزيـز قدرته على مواجهة تلك الأخطار.
فقـد لقي نحو 700 الف شخص حتفهم وأصـيب أكثـر مـن 1.4 مليـون وتشـرد نحـو 23 مليـونا جـراء الكوارث، وبعامة تضـرر ما يزيد عن 1.5 مليار شـخص مـن الكوارث، وتشردت النســاء والأطفــال والفئــات الضــعيفة أكثـر مــن غيرهـم، وزادت الخسائر الاقتصادية الكلية على 1.3 تريليون دولار، بالإضافة إلى ذلك، شهدت الفترة بين عامي 2008 و2012 تشـرد 144 مليـون شـخص جراء الكوارث.
يعتبر “إطار سنداي” للحد من مخاطر الكوارث للفترة 2015 و 2030 في مـؤتمر الأمـم المتحدة العالمي الثالث المعني بالحد من مخاطر الكوارث والذي انعقد في مارس 2015 في مدينـة سنداي اليابـانية بمثابـة فرصـة فريـدة أُتيحت لكل البلدان للاستفادة من تجارب الدول الأخرى لتحقيق أهداف عدة هي الحد من الوفيات الناجمة عن الكوارث، والحد من عدد المتضررين عالميا، وخفض الخسائر الاقتصادية، والحد من أضرار الكوارث على البنية التحتية والمرافق الحيوية، وزيادة عدد البلدان التي لها ستراتيجيات وطنية محلية، وزيادة التعاون الدولي مع الدول النامية، وأخيرا توفير نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة وتوفير المعلومات.
ومن السبل لتحقيق ذلك تشجيع وتحسين الحوار والتعاون بين الأوسـاط العلمية والتقنية، وغيرها من الجهات المعنية وصانعي السياسات، من أجل تيسير ربط العلم بوضع السياسات لصنع قرارات فعالة في مجال إدارة مخاطر الكوارث، وكذلك تشجيع إدماج التثقيف بمخاطر الكوارث، بمـا في ذلـك الوقايـة من الكوارث والتخفيف منها، والاستعداد والتصدي لها والتعافي مـن آثارهـا، وإعادة التأهيل بعدها، ومنها أيضا إدراج البرامج التوعوية في نظم التعليم الرسمي وغير الرسمي، وكذلك في مناهج التربية الوطنية لجميع مراحل التعليم وتعزيز التعاون بين افراد المجتمع على المستوى المحلي من أجل نشر المعلومات المتعلقة بمخاطر الكوارث من خلال إشراك المنظمات الحكومية وغير الحكومية.
يد الخير الكويتية تهب لمساعدة المنكوبين والمتضررين اتساقا مع رسالتها السامية في العمل الإنساني حول العالم، في إغاثة الملهوف وعون المحتاج، كذلك فإن دولة الكويت تساهم في ترميم وتأهيل قطاعات الإيواء، والغذاء، والمياه والصحة والتعليم لما بعد الكوارث.
عملت الكويت اخيرا، وبناء على التوجيهات السامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، على إرسال فرق إطفاء للجمهورية التركية، وكذلك الجمهورية اليونانية، للمساهمة في إطفاء حرائق الغابات التي اندلعت خلال صيف 2021، وكذلك تم تقديم معدات ومركبات إطفاء للمساهمة في إطفاء حرائق الغابات في الجزائر، ونأمل أن تكون هذه خطوة أولى لتشكيل مركز متخصص يهدف للمساهمة في مواجة الكوارث والأزمات لإنقاذ ضحايا الزلازل والكوارث، وإطفاء الحرائق الكبرى في المنطقة.
ومن الجدير ذكره أن الكويت وضعت كل إمكاناتها لمساعدة الشقيقة سلطنة عمان لمواجهة إعصار شاهين الذي ضربها في الآونة الأخيرة والذي من خلاله أثبتت السلطنة وبجدارة قدراتها البشرية والمادية والإدارية على مواجهة مثل تلك الحالات.
وبمناسبة هذا اليوم الدولي ومساهمة من الجمعية الكويتية للحماية من أخطار الحريق اصدرت الجمعية “الدليل الموجز لحالات الطوارئ” والذي يوزع مجانا، ويعتبردليلا ارشاديا مبسطا للنجاة من الكوارث والأزمات، وكيفية مواجهتها بأقل الخسائر، وبأعلى مستوى من الكفاءة للتعافي.

رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية للحماية من أخطار الحريق

You might also like