اليوم الوطني السعودي
عمرو أبوالعطا
اليوم الوطني في أي دولة من دول العالم، هو الموعد المحدد للاحتفال بمولدها كأمة، والاحتفال بها كدولة ذات سيادة، وهو يوم قد تختلف عليه الشعوب والأمم، وتختلف عليه حداثة البلدان أو قدمها، وهو يوم قد تتفق عليه الشعوب من حيث إنه يوم الولادة والبعث، ولكنها تختلف عليه كثيرا من حيث شكله ورمزه وتسميته.
هناك أسباب كثيرة للاحتفال بهذا اليوم، قد يكون السبب عند بعض الدول الاحتفال بيوم الجلوس على العرش وقد يكون سبب الاحتفال بيوم التحرير أو توحيد البلاد أو انفصالها أو استقلالها عن المستعمر الباغي .
في هذا اليوم يتذكر الأفراد، وأبناء الوطن الواحد الإنجازات التي شهدها الوطن، وتحرص الدولة على إحياء القيم الحضارية في نفوس الشباب؛ حتى يستطيعوا أن يتقدموا، ويتطوروا، ويجعلوا الوطن في أبهى صورة، وذلك من خلال المشاركة في المحافل الدولية المختلفة ،كما أن هذا اليوم يزداد فيه الوعي بأهمية الحفاظ على الوطن، وحمايته من أي عدو داخلي أو خارجي، مع توعية الفرد بأهمية المحافظة على الهوية، والوحدة الوطنية داخل الدولة.
تحت شعار “همة حتى القمة” تحتفل السعودية بيومها الوطني الـ89، الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية، عام 1932م.
ويعتبر العيد الوطني السعودي أحد أهم الأعياد في تاريخ المملكة، حيث تقام الكثير من الفعاليات والاحتفالات من قبل الكثير من المؤسسات الخيرية والحكومية، احتفالا بهذه المناسبة، كما يتم إعلان إجازة لجميع العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، حتى يتسنى لجميع أفراد الشعب الاحتفال مع باقي أفراد الأسرة. منظر جميل ومبهر أن يجتمع الشعب السعودي للاحتفال باليوم الوطني السعودي، وهو فرصة لهم كمواطنين لمواجهة التحديات، والتحدث عن الإنجازات التي تحققت، ومن أبرزها مشاركة المرأة في الشأن العام، وفي صنع القرار، كما يحدث في انتخابات المجالس البلدية التي تطل فيها المرأة مرشحة وناخبة للمرة الأولى في تاريخ السعودية، وهي وسيلة فعّالة ليأخذ المواطن حقه عن طريق صوته، رغم الانتقادات التي توجّه الى المجالس البلدية.
ومن المهم جداً أن نثبت مشاركة المرأة السعودية في نهضة الوطن وتقدّمه، كما يشكّل هذا اليوم الوطني فرصة للتباحث بينهم عن معنى الوطن والوطنية والمواطنة الصالحة، والعمل مجتمعين للنهوض بالوطن، وتجديد الانتماء ، والوقوف صفاً واحداً مع قيادته للحفاظ على وحدته واستقراره؛ هذا اليوم يحمل معه معاني كثيرة، أهمها شعور كل فرد من أفراد المجتمع بالمسؤولية، وبذل الجهود والمشاركة الفاعلة لتحقيق التنمية المستدامة، والعمل بجد للحفاظ على رخاء الوطن وازدهاره.
الحفاظ على الوطن في أعلى المراتب يتطلب جهدا وعملا مضنيا، ولكن يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق لكل الخطوات المستقبلية، واهداف يتوجب تحقيقها حتى نتجنب السير بعشوائية، وهذا ما يتحقق الآن في المملكة بقيادة الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوضع رؤية المملكة 2030 والتي تهدف إلى تنويع الإيرادات للمملكة لتقليل الاعتماد على إيرادات النفط.
وقد قاد توحيد المملكة العربية السعودية على قيم دينية وإنسانية إلى توحيد السعوديين والموآخاه بينهم من أجل بناء دولة حديثة، ولذلك فعند ظهور أي تحديات من شأنها تهديد الوحدة الوطنية، فإنه من الواجب على الجميع العمل من أجل مواجهتها بعزم وحزم، لتذليلها كي تزداد قوة الشعب في جميع نواحي الحياة، لما في ذلك من الخير للبلاد وللعالمَين الإسلامي والعربي، بل وللعالم كله.
وتعد مناسبة وذكرى اليوم الوطني رمزًا من أجل تعزيز الوحدة، وتحفيز الرؤية الواعدة بالخير، والرقي، والتقدم والرخاء للبلاد في كافة المجالات، وتعكس رؤية 2030 خارطة طريق من أجل العمل الدؤوب لتحقيق هدف ستراتيجي، ينتقل بالمملكة من الركون على النفط إلى التنوّع في الاقتصاد في شتّى النشاطات، ولذلك فإن اليوم الوطني هو ذكرى لقراءة تاريخ البلاد، والتعرف على بطولات قادتها، وشعبها الذين قدموا كل ما لديهم من أجل رفعتها بين دول العالم من خلال الرؤية الواضحة، والطموحة التي يسعى كل سعودي لتحقيقها.
كاتب مصري