بابا الأمل والمحبة.. سلامات

0 126

بسام القصاص

مع حلول نسمات شهر يناير تبدأ أيام البهجة وتحل لحظات السلام والمحبة تطل على الإنسانية كلها ومصر في القلب منها.. حيث يحتفل العالم كله بعيد الميلاد المجيد. نحتفل في مصر قلب العالم المؤمن -كما يحتفل الناس جميعا- بعيد ميلاد السيد المسيح، فنتلمس آفاق الأمل وتشرق في قلوبنا الأمنيات السعيدة، بأن يكون العام الميلادي الجديد عاما مفعما بالخير والبركة، نحتفل مع المحتفلين في الكنائس والأديرة والكاتدرائيات..ومع المحتفلين في بيوتهم. فنستمتع بقداس عيد الميلاد وترانيمه الموسيقية التي تثير الشجون، وننتظر ظهور رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وهو يعبر ممر الكاتدرائية محاطا بالورود والابتسامات من المصريين، حتى يعتلي قاعة الصلاة ويقدم التهنئة لقداسة البابا تواضروس وأركان البطريركية.. بعيد الميلاد المجيد. وياله من مشهد مهيب عندما تتشابك الأيدي..يد الرئيس مع أيدي قداسة بابا الأقباط الأرثوذكس، في مشهد ملحمي صار طقساً محبباً لدى المصريين أجمعين. غداة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يعود المصريون إلى ممارسة حياتهم العادية.. ممتلئين بالأمل وبروح الحب تجاه عام جديد يتمنونه سعيدا.
-في الواقع كان وقع اليوم التالي على الاقباط يحمل مفاجآت وأخبارا ازعجت الجميع.. اثر حدوث “وعكة صحية” ألمت بقداسة البابا تواضروس، وراح الجميع يترقبون الحالة الصحية وتطوراتها.. لانه بمثابة الأب لكل الأقباط.. إدراكا لقيمة هذا الرجل الوطني المخلص، وتمسكا بالأمل والحب الذي يفيض منه ويكفي الجميع.. حين يتحدث بصوته المتأني الرخيم، حيث يشتاق الجميع ويتطلعون لاستمرار فيض النور الأمل، الأمل في الحياة وسط قسوة منغصاتها، فقداسته يهونها عليهم بروحه وسماحته وصفاء روحه وكلماته الرصينة العميقة التي تمس القلوب.. بهدوئه المعهود الذي يعيد لهم دفء الأسرة.
– كانت وعكة وذهبت إلى غير رجعة. هكذا طمأنتنا الكنيسة على صحة البابا في البيان الرسمي الذي أصدرته الكنيسة القبطية في مصر بأن “الحالة الصحية للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية جيدة”. وأنه “أجرى عدداً من الفحوصات الطبية، إثر حالة الإجهاد التي عانى منها خلال قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة”، وأكدوا أن “نتائج فحوصات وتشخيصات الأطباء المتابعين أظهرت أن البابا تواضروس الثاني بصحة جيدة، وأن حالة الإرهاق جاءت نتيجة للمجهود الذي بذله خلال الأيام الماضية، أثناء الاستقبالات المتواصلة للمهنئين والمحبين بمناسبة عيد الميلاد، إلى جانب العمل الرعوي المكثف الذي قام به أخيراً”. – خبر مفرح ومبهج.. اذكى في النفوس محبة اخرى تضاف إلى محبة الناس للبابا.. بكل مافيه من روح الانتماء والتفاني والإيمان.. إيمان البابا تواضروس بالله والوطن.. هذا الرجل المتفاني بإيمانه وانتمائه.. هذا الرجل الذي وقف في وجه طيور الظلام (الإخوان الإرهابيين) وقال قولته الشهير ” وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”.. لا فض فوك يا قداسة البابا، حسن القول، وحسن العمل، كسبت محبة المصريين، وصرت أيقونة أمل وحب لهم، ومع توالي تأكيد تحسن الحالة الصحية، انهالت الاتصالات والبرقيات للاطمئنان على قداسته، من رئيس مصر القائد عبد الفتاح السيسي ورؤساء دول وملوك وأمراء وحتى الشارع المصري والعربي بأكمله، ليظهر للنور الحب الذي زرعه بابا المصريين ويحصده وفاء ومودة حقيقية لامزيفة.. مشاعر صادقة وعميقة. لأن الروح التي يمثلها هي روح الأمة القبطية المتسامحة. بنسيجها الوطني كله.
حمدا لله، وبركة من عنده أن اطمأننا على البابا، وعلى استمرار تدفق لأمل بعام جديد مليء بالخير والبركة، واطمأننا على شحنة حب تملأ القلوب وتدفعنا لاستكمال الحياة ونحن نعلم أننا سنلتقي يوم عيد الميلاد المقبل ونحن نستمتع بترانيم قداس عيد الميلاد والورود والابتسامات تتناثر هنا وهناك حول رئيسنا السيسي.. بأيادي فخامته وهي تتشابك مع أيدي بابا المحبة والامل وهما يقدمان التهاني للمصريين ويمنحاننا الأمل والحب في الحياة والتطلع للمستقبل.

صحافي مصري

You might also like