“بين أكراد الدار خليل وأكراد نصر الحريري”!

0 336

عنايت ديكو

• بداية: إن اقليم كردستان العراق كيان شبه مستقل، له سياساته الخارجية والداخلية والستراتيجية الخاصة به، وله من العلاقات الدولية الناجحة والستراتيجية الكبيرة والواسعة، وله الحق في استقبال مَنْ يشاء من الساسة ومن الدول والسفراء والوفود، من نصر الحريري أو بشار الأسد أو عمر أو سي أو مظلوم عبدي أو عثمان أوجلان أو أوسمان بايديمير أو وزير الدفاع التركي أو وزير خارجية اسرائيل أو البابا فرانسيس أو أمير قطر أو غيره، فلا سلطة لنا عليهم، غير سلطة الأخلاق وفي حدودها الكوردوارية التي تجمع هذه الأمة ببعضها البعض.
• ثانياً: عندما نريد معرفة ما يجري من تحت الطاولة في هولير، علينا القيام وقبل كل شيء بتحريك بعض المياه الراكدة في جنبات الحوار الكوردي – الكوردي، ومعرفة أسباب توقف هذا الحوار المهم في روچآفا، والبحث قليلاً عن أسباب وجذور الأزمة المستعصية والمشكلة البينية العميقة، قبل اعتلاء منصات الاعلام وقنوات التلفزة وتحميل اقليم كوردستان الانهيارات وخيبات الأمل الكوردية الكبيرة، واطلاق الخيانات والصفات والنعوت غير الأخلاقية بحقهم وبحق قياداتهم، وذلك بسبب استقبالها لوفد الائتلاف الوطني السوري، بغض النظر عن قربنا وبعدنا عن هذا الائتلاف اللاوطني وسياساته.
• ثالثاً: لا بدَّ أن نسأل أنفسنا قبل الذهاب الى خارج الحدود: عجباً، مَن السبب والمُسبب والمُتسبب والمُعطّل الرئيسي في تخريب الحوار الكوردي – الكوردي، وتعطيل أدواته الأساسية وهدم ما توصل اليه الطرفان الكورديان منذ سنة ونصف، أليس هو ذاك التيار القبيح داخل الـ PYD نفسه؟ ذاك التيار الذي ترك كل أهدافه الستراتيجية البعيدة والقريبة وجاء ليوزع الخيانات والاتهامات بحق المجلس الوطني الكوردي وبحق البيشمركة واقليم كوردستان العراق وقياداته شرقاً وغرباً، ويكون بذلك قد أعطى كل الأسباب والمبررات والذرائع للتيار المتطرف في الأنكسة بالظهور علناً والصعود على المسرح ثانية، بعد أن كان هذا التيار جالساً في الصفوف الخلفية للصراع، حتى ظهر مجدداً ويقول علناً: لا أمل لنا في الركض وراء السراب ووراء هذا الحوار الرمادي مع الآبوجية، وكل ما نقوم به نحن كـ”أنكسة” هو مضيعة للوقت، والتصريحات الصادرة عن قيادات “البي واي دي” بحق شركائه في الحوار تؤكد لنا حقيقة وصوابية رؤيتنا السياسية السليمة للحوار، فلم يبق لنا غير أن نترك هذا الحوار ونلتجأ الى مكاننا الأصلي، ولا بديل عن الائتلاف ولا انسحابات، بل علينا استغلال هذا الظرف للمضي قدماً والبقاء مع الشركاء!
أجل لقد استفاد هذا الجناح المحسوب على تركيا ضمن صفوف الأنكسة هذا الظرف الاستثنائي، وقام وخطّط على وجه السرعة، واستغلَّ كلَّ الفرص المتاحة والظروف الداخلية الكوردية والخارجية، واستفاد من تلك الممارسات والمواقف الصبيانية واللامسؤولة التي صدرت من طرف “الـ PYD” على الاعلام، وسدَّد الهدف يإتقان تام نحو المرمى، وقاد الائتلاف السوري ومن رأسه، وسار به الى طريق هولير ؟ هذا الجناح الاسطانبولي المسيطر على بعض مفاصل الأمور الذي يصرّ على هدم كل ما تم بناؤه خلال الحوار الكوردي- الكوردي بين المجلس الوطني الكوردي وبين أحزاب الـ ” PYNK “، مستمر في هذه السياسة.!
فمـــــن الذي تنازل ومــــــــن الذي خسر فـــي هذه المعركــــــــة، معركة الأجندات السياسية والاقليمية غير الشعب الكوردي يا سادة يا كرام.؟
•رابعاً: بات في حكم المؤكد تماماً، وجود لاعبَينِ اثنين رئيسيين ماكرين متنافرين ومتناقضين، يعملان معاً على طرفي النقيض في المعادلة، لضياع القضية الكوردية في سورية، لاعبَين اثنين … يقودان مفاصل الادارة والمعارك معاً لهدم البيت الداخلي وبكل السبل والطرق والوسائل، وكل واحد منهما يُكمّل عمل الطرف الآخر في الممارسات والنتائج، وهذان الجناحان اليوم، يمثلان تيارين سياسيين في الساحة الكوردية السورية وهما:
– التيار الآبوجي القنديلي، والمتحكم بمقدرات الـPYD طولاً وعرضاً وبالكامل، طيب أكلمه يوصلها وهو تيار متطرف يعمل للأجندات الخارجية وبكل وضوح، ويأتمر بأوامر النظام السوري علناً دون خجل، ويضرب بالاتفاق الكوردي – الكوردي عرض الحائط ويقوم بنسف كل ما تم الاتفاق عليه خلال هذه المدة، ويطلق الاتهامات والخيانات يميناً ويساراً بحق أخوته في الطرف الكوردي الآخر وبكل صفاقة ولا احترام.
– وعلى الطرف الآخر، هناك تيار متطرف ويعمل كطابور خامس ضمن هيئات ومفاصل الأنكسة ويلبس عباءة الكوردوارية المزركشة، متخفياً خلف شعارات برّاقة وواهية في الثورة والثوار، ويطرح نفسه كمنقذ للكورد في سورية، ويعمل بقوة على ضرب كل شيء يأتي من طرف الـ PYD، أكان هذا الشيء جميلاً أو قبيحاً، تماشياً مع رغبة الأسياد والأحقاد!
ويقوم هذا التيار الأنكساوي الرمادي بتسويق نفسه مجدداً ووضع الاوراق على الطاولة، محارباً زملائه الآخرين الصادقين والصامدين ضمن الأنكسة وبقوة، معتمداً اعتماداً رئيسياً على نتائج وانهيار الحوارات البينية مع جماعة الـ PYD، قائلاً: ماذا حققتم للكورد خلال كل هذه الفترة من حواراتكم مع الآبوجية … ألم نقل لكم، أوقفوا هذا الحوار… وأنهم ضد الثورة والثوار، وهم لا يريدون الخير للكورد في سورية؟ تفضلوا ها هو “آلدار خليل” يسرح ويمرح ويلعب بأوراق الحوار الكوردي – الكوردي مثلما يشاء، فيُخوّن الكورد والبيشمركة ليل نهار، أهذا هو الذي تريدون الاتفاق والعمل معه يا سادة.؟
• خامساً: هنا نستطيع القول: بأن صوت هذا التيار الرمادي في الأنكسة كان متخفياً ومختفياً جدا خلال الفترة الماضية وأثناء اللقاءات والحوارات الكوردية – الكوردية.؟ واليوم بدأ بالظهور مجدداً وبدأ يكتسح الساحة العليا في جبهة الأنكسة، معلناً عن انتصارات ساحقة وكبيرة في هذا المضمار، وهذا ما تجلّى في زيارتهم الأخيرة الى هولير والاجتماع في عقر دار الأنكسة!
هنا نسأل السيد “آلدار خليل” تحديداً، مَنْ الذي ساعد وساهم في صعود هذا التيار الاسطانبولي مجددا على المسرح غيرك؟ مَنْ الذي خوَّن أخوته في الأنكسة على طاولة الحوار الكوردي- الكوردي… واتهمهم بالعمالة والخيانة العظمى وقال: بأنه لا ولم يتنازل عن الريادة والقيادة، مَنْ الذي هدد كوردستان العراق وهدد اتفاقية “شنكال” وقام بتشويه صورة أخوته من البيشمركة حيث العمق الستراتيجي.؟ فلو كنتم تمتلكون ذرّة من ثقافة التنازل من الطرفين لبعضكم بعضا من أجل مصالحنا القومية العليا لما وصلنا الى هذه المواصيل، والتاريخ لن يرحم أحداً.

كاتب كوردي يعيش في ألمانيا

You might also like