بين ظريف وعزيز “وغوبلز”! آخر الغصن
يوسف ناصر السويدان
ما أشبه الليلة بالبارحة، حين يتصدر اليوم محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايرانية، نشرات الأخبار بتصريحه الغريب والعجيب في27 يونيو الفائت الذي يزعم فيه “ان فكرة الحرب القصيرة مع ايران هي مجرد وهم”!! في معرض رده على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تمخر حالياً سفنه واساطيله وحاملات طائراته مياه الخليج العربي، فهل يعقل أن تحتشد كل هذه القوة الاميركية الهائلة والضاربة في البحر والأرض والجو لمجرد التعامل مع الوهم؟!
يبدو ان الوزير الايراني اما أنه لا يقرأ أو أنه إذا قرأ فلا يتعظ! فزميله الأسبق في الخارجية العراقية المقبور طارق عزيز قد سبقه الى قول اكثر من ذلك، وهو يستحث طريقه سريعاً نحو مزبلة التاريخ، حين أعلن عن استعداد نظام صدام “لمقاومة الأميركان والمعارضين العراقيين ومقاتلتهم من منزل الى منزل وحتى آخر رجل ! “في حديث له مع الصحف الايطالية أواخر عام 2002” وقبل ذلك صرح عزيز لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في أبريل من العام نفسه، متوعداً القوات الاميركية بما أسماه “فيتنام جديدة في العراق”!
اما ثالثة الاثافي، فاجتماعه بوزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر في “جنيف” قبيل بدء عمليات تحرير العراق لمدة تجاوزت 7 ساعات، ومع ذلك رفض عزيز ان يمد يده لاستلام رسالة رسمية من الحكومة الاميركية! فماذا كانت النتيجة؟ حفرة قذرة وديكتاتور اكثر قذارة من حفرته التي هرب اليها في تكريت، بعد أن توعد الجنود الأميركان بتعليقهم على أسوار بغداد!!
انها اللغة الخشبية نفسها و “العنتريات التي ما قتلت ذبابة” وان تفاوتت ايقاعات النغم. طغاة يمرون ثم يرحلون الى مكب قمامة واحد، سبقهم اليه عدو الانسانية الأول وزير الدعاية النازية “غوبلز” وبقية حثالاتها الذين ارتكبوا من الجرائم ما يندى له الضمير الانساني، في معسكرات الاعتقال والتعذيب والابادة في محارق الغاز في معسكر اوشفيتيس الفظيع الذي ساق اليه والى سواه وحوش الغوستابو والـ “إس إس” الارهابية اكثر من ستة ملايين مواطن يهودي من الرجال والنساء والاطفال الذين انتزعوا من مدارسهم ومن الشوارع ومراكز العمل بصورة وحشية فظة وسط المطاردات والملاحقات الهستيرية من قبل الاجهزة القمعية، الى جانب ما كانت تقوم به منظمة الشبيبة النازية الارهابية من اعمال الحرق والنهب والسرقة والتدمير لجميع المحلات التي يشتبه بملكيتها المواطنين من اليهود.
وصادف مرة ان غوبلز قد دعا عدداً من الصحافيين الاجانب وفي طريقهم الى مكان اللقاء شاهدوا بأم اعينهم الأعمال الوحشية التي تعرضت لها محلات اليهود واملاكهم في الحي التجاري في برلين فسأل احد الصحافيين عن حقيقة ما شاهده وزملاءه قبل قليل، فكان جواب “غربلز” ولا غرابة: ان كل ما ذكرته هو محض دعاية انجليزية!!
كاتب سعودي