تاريخ مجيد مسطور بدماء الشهداء

0 119

الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

تمر علينا الذكرى الـ 32 للاحتلال العراقى الغاشم، ونحن على أعتاب عام هجري جديد، وهي مصادفة لنتدبر الدروس المستفادة تاريخيًا للحدثين، حيث التمسك بالمبادئ والحفاظ على مكتسبات رحلة شاقة من الجهاد لنصرة الحق في كل زمان ومكان، وشاءت الأقدار أن نتوقف أمام أنفسنا لنعلم أن الثبات على الحق والعدل يحتاج إلى جهاد شاق ونفس طويل طالما أن النصر آت.
هي ذكرى تجعلنا نثق أن الله ينصر من ينصره، وأن لكل حقبة تاريخية رجالا يدافعون عن الدين والأرض والسلام، وأن الهزيمة والخذلان يلحقان بالظلمة من أنصار الفساد والجاهلية، والعدوان على الآمنين والمسالمين.
لقد حرّم الله في محكم التنزيل العدوان، وضرب لنا رسول الله المثل في وثيقة المدينة كأول دستور مدني في الإسلام يكفل العيش بسلام بين المسلمين وأهل الكتاب، وأن السلام والأمن والطمأنينة لهم الأولوية، وهم أساس بقاء الجنس البشري.
في ذكرى الغزو نستحضر عظمة الشعب الكويتي، آنذاك، في ظل قيادة حكيمة تحت قيادة المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير البلاد، والمغفور له، سمو الشيخ سعد العبدالله الصباح والمغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذين بذلوا جهدا خارقًا لنصرة الكويت في المحافل الدولية.
ونتذكر بكل الإجلال والاحترام شهداء الوطن الذين جادوا بأرواحهم فداء لوطنهم ليبقى حرًا عزيزًا شامخًا، كالمناضلات أسرار القبندي وسناء الفودري ووفاء العامر، رحمهم الله وطيب الله ثراهم، ومن الأحياء البطلة هند البحر، حفظها الله، التي تم تكريمها من قبل القيادة المركزية للجيش الاميركي بالشرق الاوسط، وهي شاهدة عيان على نضال الشباب الكويتي ودور المرأة العظيم جنبًا إلى جنب مع أبطال المقاومة، وبخاصة مجموعة بيت القرين الذين سطروا ملحمة عظيمة بقيادة سيد هادي علوي، ومعه الأبطال بدر ناصر العيدان وخالد الكندري وعامر فرج العنزي، ومحمد عثمان الشايع وحسين علي غلوم وإبراهيم ومبارك على صفر وخليل البلوشي وعبدالله عبدالنبي مندني، وجاسم علي غلوم، رحمهم الله جميعًا وجزاهم الله عنا خير الجزاء.
الحديث عن شهداء المجد والنضال لا ينتهي، ونحن في حضرة ذكراهم العطرة نشعر بالأسف إلى ما آلت إليه الأمور من انتشار للفساد، وترك هذا الإرث العظيم من التضحية والبطولة نهبًا لمن لا يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
وكما قلنا مرارا وتكرارا أن الأمم العظيمة تستلهم روح العزيمة من تاريخها المجيد، والضمائر تحيا بذكر الصالحين في كل المجالات من أبناء هذه الأرض الطيبة، والغفلة هي مرض العصر، وبقاء الأوطان مرهون باليقظة وإحياء الهمم في النفوس.
في ذكرى الغزو الغاشم هذا العام نستحضر دروس الهجرة النبوية الشريفة، وعدم اليأس والاستسلام، والثبات على المبدأ، لعل الله يرزقنا فتحًا مبينًا يمكن به عباده الصالحين من رقاب الفاسدين.
في ذكرى الغزو نتوجه بأسمى وأجل آيات التقدير والتبجيل لأرواح شهداء ضحوا بأرواحهم لتبقى راية الوطن عزيزة شامخة، ونسأل الله التوفيق والسداد لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح، وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظهما الله، وأن يرزقهما البطانة الصالحة، وأن تبقى الكويت تحت قيادتهما حرة عزيزة شامخة لا يضرها كيد الكائدين، ومكر الماكرين، والله نسأل أن يحفظنا بنعمة الأمن والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه.
$ كاتب كويتية

You might also like