تباً للديمقراطية فهي سبب في تخلفنا مختصر مفيد
أحمد الدواس
يحكى أنه؛ في قرية صغيرة كان فيها بقرة يعيش السكان من حليبها الوفير، وفي يوم من الأيام كانت البقرة تشرب ماء من وعاء من فخّار، ولم تستطع إخراج رأسها من الوعاء ، فأتى أهل القرية وحاولوا أن يخرجوا رأس البقرة برويّة للحفاظ على حياتها والحفاظ على الوعاء لكي لا ينكسر، ولكن دون جدوى فلجؤوا للمختار ليحل المشكلة، لأنهم افترضوا فيه الحكمة.
جاء المختار ونظر إلى البقرة والوعاء وبعد تفكير عميق قال لهم :
اقطعوا رأس البقرة ، فقطعوه… ثم قالوا : “يا مختار ما زال رأس البقرة في الوعاء ، ماذا نفعل ؟
قال : اكسروا الوعاء …فكسروه.
بعدها ذهب المختار بعيداً وجلس حزيناً ، فجاءه أهل القرية يواسونه وقالوا له :
:”يا مختار لا تحزن، فداك البقرة ، وفداك وعاء الماء” ، فنظر إليهم ، وقال ” لست حزينا على البقرة ولا على الوعاء ولكني حزين عليكم … فماذا ستفعلون لو لم أكن معكم؟
كم مسؤول لدينا يشبه هذا المختار ؟
نقول ذلك على سبيل النقد، الذي يرجى من ورائه تعديل الأوضاع المختلة ، وما يحدث حسرة في القلوب ، فكثير من المسؤولين في بلدنا مثل هذا المختار.
اننا نحتاج الى إدارة حكومية جديدة تسمى” إدارة معالجة الأزمات “، فيها عقول واعية تعمل بضمائروطنية وتفكر بعمق، لاتلبس البشت وتشعل البخور وتغلق عليها أبواب المكاتب، إدارة تنسف كل بؤر الخلل والفساد في الوزارات ، فإذا لم يكن لنا في الوقت الحاضر فلأبنائنا مستقبلا .
ليت هذه الإدارة تكون بديلا عن مجلس الأمة، فكثير من النواب معول هدم ، وحجر عثرة يعيق الحكومة عن تحقيق الانجازات المحلية، لكننا نجد البعض منا يقول هذا ما يصير تمسكوا بالدستور، هذا غير دستوري، أي حتى لوتدهور الوضع الداخلي طبقوا مواد الدستور، فكأنه كتاب منزل من السماء، وماذا كانت النتيجة ؟ لقد تدهورالوضع الداخلي بالفعل ، فـتــبا لفكرة الغرب في الديمقراطية فقد كانت ولاتزال سببا رئيسيا في تخلف الكويت.
ليتنا نعود لمنهج الحاكم والرعية ، فهاهي دول الخليج تحقق انجازات ضخمة من دون برلمان، وصلة الحاكم بالرعية قوية فحققت انجازات سريعة وناجحة، وإذا كان الفساد موجودا في الحكومة والبرلمان، فلنكتف بوجود فساد واحد ونحاول القضاء عليه بالطرق القانونية وبضمائر أهل البلد الطيبين وأهل الاختصاص المشهود لهم بالكفاءة.
في 17/10/2022 كتبنا مقالة بعنوان ” علام الضجة ..عمر المجلس قصير” ، لم تنشرها السياسة في ذلك الحين ، توقعنا فيها ألا تستمر انجازات الحكومة ما إن يبدأ النواب الجدد أعمالهم بسبب اختلاف مشروع المعارضة عن مشروع الحكومة، لأن النواب يريدون حلولا لقضايا كثيرة لاتستطيع السلطة تحقيقها كلها، فالحكومة ستحقق مشروعا ثم آخر،لكنها لاتستطيع تحقيق كل مطالب النواب، لذلك سيحدث الاصطدام بينهما عاجلا أم آجلا ، وهاهو الاصطدام قد حدث بينهما، بينما لوكانت الأمور بين الحاكم والرعية مباشرة لوجدنا سرعة في انجاز المشاريع بعيدا عن كل قيد.
إنها صرخة كثير من المواطنين: لماذا لا يتطور البلد ونحن نمتلك مقومات الدولة المتقدمة؟
سفير كويتي سابق
aldawas.ahkwt@yahoo.com