تزايد الطلاق خطر على المجتمع صراحة قلم

0 74

حمد سالم المري

أصدرت إدارة التوثيقات الشرعية في وزارة العدل إحصائية عن حالات الزواج والطلاق ورد فيها وقوع 23 حالة طلاق يوميا بين الكويتيين والمقيمين في البلاد من مختلف الجنسيات، وأن الطلاق خلال النصف الأول من العام الماضي بلغ 4147 مقابل 6433 زواجا.
وورد في الإحصائية كذلك أن نسبة الطلاق الموثقة للزوج وزوجته الكويتية بلغت 64في المئة من إجمالي حالات الطلاق، ونسبة الطلاق للزوجة الكويتية وزوجها غير الكويتي بلغت 6،1في المئة.
هذه الإحصائية تدق ناقوس الخطر على المجتمع، وهي يجب ان تكون تحذيرا من تفككه بعدما اختلت المعايير الاجتماعية بسبب تداخل الثقافات الذي صاحب التطور التكنلوجي لوسائل الاتصال وتناقل المعلومات.
الزواج رباط مقدس، شرعه الله لتتكاثر الأمم لتعمر الأرض وتعبده حق عبادته، فهذا الرباط يحقق للزوجين المحبة والألفة وإنشاء أسرة، لكن بسبب طغيان الحياة المادية، وتأثر المجتمع بما يراه في وسائل الإعلام، وقنوات التواصل الاجتماعي، تأثرت الأسرة، وتضرر هذا الرباط المقدس، اذ يرسم كلا الزوجين حياة وردية في مخيلته عن شريك حياته، بسبب ما يشاهده في قنوات التواصل الاجتماعي من نشر البعض لحياتهم الشخصية موهمين العالم أنهم يعيشون حياة مترفة توفر لهم كل ما يتمنونه.
بل ان البعض منهم وصلت بهم الوقاحة الى أن ينشروا تفاصيل حياتهم الشخصية في الغرف المغلقة، وأنهم يعيشون في رومانسية، وغيرها من تفاهات أفلام الحب والعشق، لكن هذه الأحلام تصدم
بالواقع المعاش للزوجين، فتبدأ المشكلات ومن ثم الطلاق.
ومن أسباب الطلاق أيضا، تدخل أهل الزوجين في حياتهم الشخصية، ومحاولة السيطرة عليهم، وكذلك التأثر بالأفلام التي تروج للحب قبل الزواج، وأنه يجب أن يعيش الزوجان قصة حب مثل قصة عنتر وعبلة، وروميو وجولييت، ولا يكون الزواج ناجحا إلا إذا كانا معشوقين، وبعد الزواج وتعودهم على بعض يدب الملل في نفوسهم، وتبدأ المشكلات المؤدية للطلاق، لأن الحب قبل الزواج غالبا هو حب شهوة، وليس حبا حقيقيا نابعا من الاحترام والألفة التي بعد الزواج، ولهذا الحب الحقيقي هو الحب الذي يأتي من بعد الزواج والعشرة بالمعروف.
أسباب الطلاق كثيرة، لكن في الماضي كان الزوجان يدركان حجم المسؤولية التي يحملانها، وكل واحد منهم يعرف المهمات الملقاة على عاتقة، ولهذا يكون الطلاق هو آخر محطة يفكران فيها، إذا لم يستطيعا العيش معا، أما حاليا فكثير من الأزواج فيرون في الزواج مجرد متعة، وعند اي مشكلة أو خلاف يسارعون إلى الطلاق، خصوصا أن المرأة أصبحت مستقلة ماديا كونها موظفة، وهناك عدد من النساء حاملات الفكر النسوي يشجعن الزوجات
على الطلاق إذا حدث خلاف مع أزواجهن، وأنهن قادرات على العيش بحرية من دون قيد زوج أو اسرة.
على الدولة العمل على معالجة هذا الخلل الاجتماعي من خلال الإعلام، والتعليم، لأن تفكك الأسرة يؤدي الى تفكك المجتمع.

al_sahafi1@

You might also like