تسلم يمينك شيخنا اتجاه الصميم
نافع حوري الظفيري
لا تستطيع الأقلام ولا مثلها الأفواه، ومهما جمعناهم بعضهم بعضاً بحق الأب الغالي الحنون أطال الله عمره ومده بالصحة والعافية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الإنسان المتواضع الذي أحبته القلوب والعيون قبل أن يتولى مسند الإمارة وبعدها.
العفو السامي عن أبنائه الذين صدرت ضدهم أحكام من المحاكم الكويتية عن أخطاء ارتكبت منهم بحق أنفسهم قبل وطنهم الغالي لا يصدر هذا العفو إلا من هذا الإنسان الذي حمل همهم وخطأهم باعتبارهم أبناءه، فتح لهم قلبه وحنانه عافياً عنهم بعد الله عز وجل.
وما الإحسان إلا بالإحسان لهذا الأب الغالي، ففرحة الكويت بهذا العفو لا تقدر بأي ثمن بعودة أبنائها من الغربة الموحشة سنوات عدة عجاف وصعبة لأهل الكويت قبل أن تكون صعبة عليهم.
قرّت عين الكويت، وأهلها بعودة أبنائنا لكي تفتح لهم صفحة جديدة لخدمة هذه الأرض الطيبة ويكون همهم الأول والأخير الكويت وأهلها، وترك الخلافات الهدامة التي عصفت بالوطن والتي لا ثمرة صالحة لها بعدما عانينا منها جميعاً ونتيجتها كانت صفراً لكل الأطراف.
الكويت بحاجة لكل أبنائها الصالحين الذين يجعلون وطنهم وأميرهم أمام أعينهم، وبحاجة الى طي تلك الصفحة الموجعة بحق الوطن الذي حضنهم منذ يوم ولادتهم لكي يكونوا معول بناء لا معول هدم بحق الكويت الغالية التي تبذل لها الأرواح لكي تكون عالية وشامخة تفتخر بها أجيالنا المقبلة، ولكي نعلم أن الكويت وأهلها أسرة واحدة، عين وقلب واحد.
ونتعلم كثيراً وكثيراً أن الخلافات غير البناءة والطعن بالذمم، وكثرة الكلام الهدام والفرقة بين هذا وذاك لأسباب شخصية ضيقة والعمل لغير مصلحة الوطن ما هي إلا أسباب نتيجتها هدم هذا الكيان الذي بناه رجالات الكويت المخلصون.
وما نراه في بعض الدول القريبة ما هو إلا مثال بسيط، إن أكبر الخطر على أي شعب ودولة الخلاف بين أبنائها، وتماسك الجبهة الداخلية ووحدتها وتعاضدها هي ركائز وأسس البناء وتقدم ونهضة الوطن وحائط صد لكل نفس خبيثة يسول لها الشيطان بث سمومها الدفينة بحق أهل وشعب هذا الوطن المعطاء ودولة المؤسسات التي لا تظلم أحداً، والله وحده يحميها من كل شرور بعزيمة أهلها وأبنائها.
شكراً من القلب يا صاحب السمو أمير البلاد وشكراً من القلب إلى ولي العهد الأمين حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي حمل المسؤولية وحمل هموم هذا الوطن وكان نعم العضيد حفظك الله ورعاك.
الكويت بوجودكم، بإذنه تعالى، بألف خير فالحاضر والمستقبل أمامها سعيد ومبشر بكل خير “اللهم احفظ الكويت”.
محام وكاتب كويتي
Nafelawyer22@gmail.com