تطويق المخدرات… واجب وطني

0 138

هزاع المطيري

“احنا شلة كنا ستة ربع اثنينا مسجونين مؤبد، اثنينا توفوا بجرعة زايدة، وواحد منحاش من الكويت”، بهذه الكلمات وصف احد مدمني المخدرات المتعافين ندمه على ما ضاع، فالشباب هم الفئة الأهم في مجتمعنا لانهم يشكلون 71 في المئة من المجتمع، وللأسف هم أكثر ضحايا هذه الآفة اللعينة.
تعتبر المخدرات اليوم من أكبر المشكلات الاجتماعية التي تواجه ديرتنا، لأن انتشارها ترتبت عليه اهوال ومآس عدة، سواء اكانت اقتصادية او اجتماعية، فارتفعت نسبة الجريمة، وازدادت الفتنة بين الكثير من ابناء المجتمع.
واذا امعنت البحث والتمحيص ستجد ان رائحة المخدرات تفوح من معظم هذه الفوضى، فالإدمان يدمر الإنسان، نفسياً وروحياً واجتماعياً، ويحوله بقايا انسان لان وجوده في الحياة اصبح مرتبطا بما يتعاطاه من مادة، وكيف يحصل على المال لشرائها، ولا يهتم متى يُقبض عليه، او متى يقبض الله روحه اثر جرعة زائدة من السموم.
علينا جميعاً ان نتكاتف لوقف تمدد هذه الافة، فرغم كل الجهود العالمية والمحلية لمكافحة هذه السموم، الا ان الظاهرة تتصدر الصفوف الاولى في قوائم الجرائم في البلاد، ففي اخر احصائية معلنة ان 64 في المئة من الجرائم مرتبطة بالمخدرات، سواء الاتجار او التعاطي.
ووفق المصادر فإن من بين كل 50 قضية تنظرها الأجهزة الأمنية، هناك 35 قضية تتعلق بالمخدرات، وان ما بين 50 إلى 60 في المئة من إجمالي السجناء أدينوا في قضايا مخدرات.
ومن المؤكد ان السبب الرئيس في تلك الحرب الشرسة التي تتعرض لها الكويت من مافيا المخدرات هو ان موقعها الجغرافي قريب من دول كثيرة مُصنعة ومصدرة لهذه السموم، مثل باكستان وايران وافغانستان، كما ان انتشار انواع سيئة ورخيصة مثل “الشبو”، وانواع لا احد يعرف مصدرها من اهم اسباب سهولة تعرض الشباب لهذه الآفة واعتيادها، ففي الإحصاءات ان هناك نحو 60 الف مدمن و650 قتيلاً بجرعة زائدة بين عامي 2012 و2020 من عشرين جنسية مختلفة داخل الكويت، فبات تطويق هذه الآفة وحصارها من كل حدبِ وصوب، واجبا وطنيا. ورغم تقديرنا لجهود وزارة الداخلية في هذا الشأن الا أننا نطمح الى مزيد من الحملات والاجراءات للحد من انتشار هذه الجريمة الشنعاء بحق المجتمع ككل، ومنا الى وزارة الإعلام، الله… الله بحملات التحذير ضد المخدرات، لا بد من انتشارها بكثرة، وبطرق جديدة ومختلفة، لعلها تكون السبب، ان شاء الله، في كبح قطار الموت الذي يسير في بلادنا، فقد سُرقت مكابحه… حفظ الله الكويت.

كاتب كويتي

You might also like