تعديل الدستور في مصر… لماذا أحب المصريون السيسي؟

0 568

عمرو أبوالعطا

في خطوة أولى نحو تعديل الدستور المصري، وافقت اللجنة العامة بمجلس النواب على مقترحات تقدم بها ائتلاف” دعم مصر” لتمر إلى النقاش البرلماني في انتظار بلوغها الاستفتاء الشعبي في حال تبنيها.
التعديلات شملت تخصيص ربع مقاعد البرلمان للمرأة، وتشكيل مجلس شيوخ له صلاحيات استشارية، وتمديد مدة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات، وحق رئيس الجمهورية الحالي بعد انتهاء مدة رئاسته في ترشيح نفسه لفترتين، كل منهما ست سنوات، كما يتولى الرئيس رئاسة مجلس أعلى للجهات القضائية يشرف على شؤونها المشتركة، ولرئيس الجمهورية أن يعين نائباً له أو أكثر، كما تضمنت مقترحات التعديل النص على أن يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وينص الدستور على عدم جواز تعديل أي من مواده إلا بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب على اقتراح التعديل، ثم طرحه على الشعب في استفتاء عام. وخلال السنوات الأخيرة شهدت مصر إقرار عدد من التعديلات الدستورية في عام 2011 ثم أقر دستور آخر عام 2012، ثم أقر الدستور الحالي عام 2014.
وقد يرى المصريون أنه حان الوقت لأن يكون هناك نائب لرئيس الجمهورية، ولأن يكون تمثيل المرأة مناسبًا بعد أن أثبتت أن عطاءها للوطن لا يقل عن عطاء الرجال، وحان الوقت لأن يكون لدينا مجلس واحد للإعلام، وأن يتوقف الصراع الحاصل بين الهيئات الثلاث.
تاريخ الرئيس السيسي العسكرى يؤكد كفاءته، وبما أن المصريين يحبون بعامة الأكفاء من أبنائهم، لذلك أحبوا الرئيس السيسي، فقد تولى منصب قائد كتيبة مشاة ميكانيكي، ثم قائد لواء مشاة ميكانيكي، فقائد فرقة، ثم ملحقا عسكريا بالسعودية، فرئيس أركان للمنطقة الشمالية العسكرية، ثم قائدا للمنطقة، ثم أصبح رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، ثم مديرا للمخابرات العسكرية، ثم وزيرا للدفاع.
بالإضافة إلى هذا اجتهد الفريق السيسي في تعليمه العسكري، فبعد تخرجه حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان عام 1986، ثم ماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992، ثم زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية عام 2003، وحصل أيضا على زمالة كلية الحرب العليا الأميركية عام 2006.
هذا إلى جانب أنه كان يبذل كل جهده في مراحل تدريبه خلال الفترة التى عمل فيها ميدانيا، وقد قال أحد رفاق سلاحه:”كان الأول على أي فرقة يشترك فيها”.
كل هذه القدرات التي امتلكها عبدالفتاح السيسي جعلته كفؤا يخوض معاركه بثقة القائد المؤهل، وجعلته يتعامل مع كل منصب يحصل عليه على أنه استحقاق يأتيه لمجهوده وكفاءته.
نظارة سوداء، وملامح طيبة، وحضور رائع وكاريزما يظهر من خلالها الرئيس السيسي لتطغى عليه شخصية ” الأب الحنون”، الذي طالما أخبر بأنه سيراعي أبناءه من جميع طوائف الشعب المصري، ولن يسمح لأحد بالمساس بأمن الوطن والشعب.
بعد السنة السوداء التي شهدتها مصر من خلال حكم “الاخوان” وسرقة ثورة 25 يناير، كان لا بد من انقاذ مصر قبل السقوط إلى الهاوية، فجاء التعديل وتصحيح المسار في ثورة يونيو 2013، واستدعى الشعب المصري السيسي لإنقاذه من المؤامرات الخارجية التي كادت تطيح بمصر، بشعار”كمل جميلك” و”مطلب الشعب” و”السيسي رئيسًا”، بدأت حملات بهدف جمع توقيعات للضغط على السيسي، الذي قال إن ليس لديه رغبة في الحكم، للترشح للرئاسة، والكثير من السياسيين والأحزاب السياسية المصرية، وغير المصرية، أعلنت دعمها للسيسي إذا ما قرر خوض الانتخابات الرئاسية، فهو رئيس بإرادة الشعب المصري، ولو ان جزءا بسيطا يكره السيسي، لكنا رأينا ثورة أخرى تطيحه، فالشعب الذي يستطيع ان يقوم بثورتين بإمكانه ان يقوم بالثالثة.
لكن لا توجد ثورات أخرى ، بل سنرى مطالبات من الشعب نفسه، وبعيدا عن البرلمان، بزيادة مدة الرئاسة وبقاء السيسي في السلطة، لأنه رجل المرحلة والزعيم القائد الذي يتحدى ويقود القومية العربية، والسياسي الذي يتسم بالشجاعة والقوة والذي يقدم لهم يد العون في الأزمات.
التعديلات الدستورية جاءت في الوقت الصحيح، ووفقا لمبادئ قيمة وسامية متوافقة مع مطالب الشعب المصري وارادته.

كاتب مصري

You might also like