حاسبوا الكبار قبل الصغار جرة قلم
سعود عبد العزيز العطار
ضعف وتردي الرقابة الحكومية، وضعف وتهاون رقابة البنك المركزي، والواسطة التي تنخر في كل مكان، على قاعدة “هذا ابن عمي”، هذا أخوي، وهذا من قبيلتي”، مع غياب وشلل تام بعدم المتابعة والمحاسبة، أدت كل هذه العوامل إلى فوضى عارمة وخطوط متشابكـــــة في كــــــــل شبر من دهاليز وأروقة مفـــــــاصل الدولة، والمؤسسات الحكومية والأهلية.
ومع كل هذا تم السكوت، والمداراة، والمحاباة عليها لسنوات وسنوات عجاف، فقط تسمع الأصوات النشاز مع كل بدء حملة انتخابات لمجلس الأمة، أو المجلس البلدي، أو مع كل تشكيل مجلس وزراء جديد.
هكذا هي الحال، وكأن ما أصابنا مع هذا السكوت الغريب العجيب هو الخوف من قول كلمة الحق، المحاسبون عليها عند المولى عز وجل، فتلك الرقابة المسلطة علينا عندما نكتب بحرقة عن جرح ونزيف الوطن من أجل الإصلاح، ومحاربة الفساد، نكتب بكل حسرة وألم.
ومع كل هذا نجد اليوم التفاؤل والترحاب، والحب والتقدير، والاحترام من الجميع عندما تم اختيارسمو الشيخ أحمد النواف الصباح رئيسا لمجلس الوزراء، هذا الرجل القريب من قلوبنا جميعا، الذي نتمنى من الله العلي القدير أن يعينه على تحمل هذه المسؤولة العظيمة، وأن يرزقه الله البطانة الصالحة لينتشل الكويت مما هي فيه، ويعيد أمجادها ومكانتها المرموقة في كل المحافل، وجميع الأصعدة، والنهوض بها كما كانت منارة، وعروس الخليج، وذلك بمحاسبة الكبار قبل الصغار، والتصدي، بكل حزم وقوة لكل من يعبث بأمن وسمعة هذا الوطن، وذلك بتطبيق القانون على الجميع، ليكونوا سواسية، لينعم الجميع بالعدالة.
آخر كلام
لا وقت للانتظار عندما تكون كل الأوراق على الطاولة مكشوفة، فالجميع يعرف الجميع، في بلد جبل أهله على المصارحة والمكاشفة بكل حرية، فالنزاعات والملاسنات والمهاترات السياسية لا تبني الأوطان، والمصالح الشخصية لا يجوز لها أن تعلو فوق مصلحة الوطن، لذا يجب أن نتحمل مسؤوليتنا الوطنية أمام الله عز وجل، وأمام الوطن بتفهم الظروف المحيطة بنا، وذلك بترسيخ الوعي والانتباه واليقظة بين أبناء الوطن الواحد لخلق روح الإنتماء، والولاء، وتعزيز الهوية الوطنية لتحقيق الإنجازات، والتطلعات، والنجاحات المتواصلة لهذا الوطن الغالي. والله خير الحافظين.
كاتب كويتي
sky494@hotmail.com