حكومة تغرد خارج السرب

سعود عبد العزيز العطار

بالفعل حكومتنا تغرد خارج السرب، حكومة تستفز الشعب بأفعالها غير المدروسة وغير المفهومة منذ سنوات، وهي كثيرة التخبط بقراراتها وتناقضاتها، ومع هذا تريد من الجميع التعاون معها! رغم مقدرتها وأمكاناتها لحل كل المشكلات الا انها لا تعمل على حلها، بل اسهل امر هو تبدلها بسرعة البرق ليتم بعدها تشكيل اخرى جديدة، ولذلك “لا طبنا ولا غدا الشر”، فمع كل ازمة تتعطل مصالح البلاد والعباد، ونعود الى المربع الاول، وهكذا هي أحوالنا، اذ لا شك ان ما يحدث هو امر مخجل ومعيب اذ لا مبررله، فمتى تنتهي هذه الدوامة؟ هذا الامر يطرح السؤال البديهي: إلى أين نسير مع حكومات غير مستقرة؟
رغم كل الأوضاع والمؤشرات، والأخطار التي تحيط بنا، ورغم اصوات التحذير، الا ان ليس هناك من يسمع، ولا من يرى، ولا من يريد أن يتكلم ويشرح للمواطنين معنى كل هذه المشكلات وسببها؟ إن هذا الكم من الفساد المستتر والإختلاسات بالصفقات الحكومية والتستر عليها، وفي ظل عدم وجود أي إنجاز يذكر للحكومة منذ سنوات، كل هذا يقلق الشارع الكويتي، لا سيما مع التراجع في كل الخدمات بشكل مخيف، اضافة إلى المهاترات والفوضى السياسية، والتجاهل الواضح لمطالبات شريحة واسعة من المجتمع، وغياب أجندة حكومية لحل مشكلاته، فيما الأموال توزع بلا حسيب أو رقيب على أصحاب النفوذ والتجار وفي ظل سياسة “حب الخشوم” والنفاق والتزلف.

آخر كلام
سأل القاضي أحد اللصوص: لماذا سرقت؟
قال: وجدت الباب مفتوحا، ويقول المثل “المال السايب يعلم السرقة”.
نعم عند غياب الرقابة، والمتابعة، والمحاسبة، والعقاب من الجهات المسؤولة، وعدم وعي والإدراك الحقيقي لتحقيق العدالة، وعدم جعل القانون فوق الجميع دون استثناء، بالتأكيد سيهتز أي مجتمع ويتحول إلى شريعة غاب، وتعم الفوضى، ويسود الفساد في كل مكان، وليتذكر الجميع بأن ديننا الإسلامي حرم الفساد بكل أنواعه واشكاله، ولقد قال المولى عز وجل: “وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها، ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد” (صدق الله العظيم).
والله خير الحافظين.

كاتب كويتي

sky494@hotmail.com