حول الخليج واسرائيل وإيران

0 762

يوسف ناصر السويدان

من المؤسف حقا أن تمر أكثر من سبعة عقود من الزمن حتى يكتشف العرب مقدار الزيف والوهم الذي روجت له طويلاً ابواق الدعاية المضللة للفاشية القومية والدينية المتطرفة، في اغلب البلدان العربية التي تمادت في وصفها لدولة اسرائيل وشعبها بالخلية السرطانية ودويلة العصابات وشذاذ الآفاق والى ما هنالك من بذاءات اخرى، بلغت حد الدعوة الى رمي المواطنين اليهود في مياه البحر المتوسط كما تقيأ بذلك أحمد الشقيري!
الاسرائيليون دخلوا جنوب لبنان وبيروت وقطاع غزة، غير أنهم لم يلبثوا ان غادروها دون ان يأخذوا منها حجرا واحدا من حجارة الطريق، ودون التفات بالطبع الى مزاعم ادعاءات وعنتريات الصفوي المجرم حسن نصرالله وهرطقاته حول التحرير الوهمي وانتصاراته الكاذبة في ركضه اللاهث خلف دخان عوادم الدبابات الاسرائيلية وهو يذوب خلف الافق البعيد، اثناء عملية انسحاب هذه الآلات العسكرية الى مرابضها داخل الاراضي الاسرائيلية انسحابا منظما وفق المواعيد المبرمجة والمعلنة سلفا.
اليوم، ونحن في غمرة مشاركتنا اشقائنا في دولة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة ابتهاجهم وافراحهم بمناسبة صدور القرارات السيادية في كلا البلدين الشقيقين هذه القرارات المتعلقة بتطبيع علاقات كل منهما في المجالات كافة مع دول اسرائيل وتبادل التمثيل الديبلوماسي في حدث تاريخي هائل ستنعكس اثاره ونتائجه الايجابية في عموم منطقة الشرق الاوسط.
لقد ظل العرب والاسرائيليون يجدف كل منهما وحيدا في زورقه، وقد آن اليوم اوان التجديف معا في بحار وخلجان تضطرب بالعواصف والامواج العاتية، بعد ان تمخلب الولي الفقيه في دولته الصفوية الايرانية وامتدت له اذرع مسمومة وقاتلة في كل من العراق وسورية ولبنان وغزة واليمن.
لقد تغيرت خريطة التناقضات ولوحة الصراعات في منطقة الشرق الاوسط بعد ان اصبحت الصفوية الايرانية هي العدو اللدود رقم واحد للانسانية جمعاء.

كاتب سعودي

You might also like