دماء الأبرياء عار يلاحق قاتليهم

0 166

الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

“حرية الدين والعقيدة حق من حقوق الإنسان، مكرسة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتم من خلاله اختبار هذا الحق. دعونا نعمل لقلب هذا التيار (الإرهابي) المروع، لبناء مجتمعات أكثر شمولًا وسلمية، حيث يتم الاحتفال باختلافاتنا واعتبارها ثراء يقوينا جميعًا”.
بهذه الكلمات القوية الواضحة ومحددة الدلالة والهدف عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أبسط حقوق الإنسان ولخص منهج دعاة السلام والمحبة في مختلف دول العالم، والغرض الحقيقي من إنشاء تلك المنظمة التي نسعى جميعًا إلى استقلاليتها، رغم الضغوط ،السياسية و لعبة المصالح التي لا تزال تحكم الدول الكبرى وعبثها بمقدرات باقي شعوب العالم.
لذلك خصصت المنظمة يوم 22 أغسطس من كل عام للتذكير بضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين، أو المعتقد، الذي يأتي بعد يوم واحد من إحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم.
هذه الأيام الدولية ترسخ فينا الفطرة الإنسانية العظيمة، وإن انطمرت تحت ركام الحياة المادية التي تزداد بشاعة بمرور الزمن.
هذه المناسبات أو الأحداث موجودة قبل إنشاء المنظمة، لكن الهدف من تخصيص الأيام هو للتذكير بأننا من جنس واحد، ومصيرنا واحد، وفي سنن الحياة من يظن أنه انتصر بشروره اليوم فهو مهزوم بسلاحه غدا.
هذه الأيام الدولية التي تحرص عليها منظمة الأمم المتحدة هدفها أيضًا التثقيف والتوعية والإعلام، وربط عناصر المجتمع الإنساني، على اختلافاتهم، بعضهم بعضا، ولولا يقظة أصحاب الضمائر، وذوي الحس الإنساني في كل بقاع الأرض، واحتفائهم بتلك المناسبات لما أصبحت لهذه الأيام قيمة تُذكر، أو مقالة تنشر، وطالما قلوبنا تنبض سنكتب ونذكر العالم بأن من ذهبوا ضحية أفكارهم، ومعتقداتهم، وأديانهم من الأبرياء فهم شهداء عند خالقهم، وأن دماءهم عار يلاحق قاتليهم.
سيظل الإرهاب والاعتداء الخسيس على الأبرياء وصمة عار في جبين الممول والمنفذ والمؤيد، وستظل حرية الرأي والمعتقد هي أسمى وأعظم ما أوجده الله سبحانه وتعالى بين البشر، والمعتدي على هذا الحق هو عدو لله ورسله، وعدو للإنسانية والسلام والخير والجمال.
إن الحياة لن تستمر إلا بمواجهة الفساد بكل صوره، وبما تطيقه أنفسنا، ونحن نعيش في امتحان رباني لا نعلم متى ينتهي، لكن يقينًا نسعى جاهدين الى ننجح فيه حتى نترك لأجيال المستقبل ذكرى عطرة، ونلقى ربا كريما غير مقصرين في أداء الواجب، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
ونسأل الله جل وعلا أن يعم الأمن والسلام العالم أجمع، وأن يجنبنا الفتن، وأن يصلح أحوالنا جميعًا، وأن يُسخِّر للحق جنودًا لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وأن يحفظ وطني العزيز، قيادة وشعبًا، وسائر بلاد العرب والمسلمين…اللهم آمين.

كاتبة كويتية

You might also like