ذكريات شخصية عن الغزو العراقي للكويت (1)
حمد العامر
عندما فتحت دفتر الذكريات وما دونته عن ذلك اليوم الاسود في تاريخ الامة العربية، وجدت نفسي غارقا بين الاوراق والاحداث الخاصة جدا في ذلك اليوم، وما تلاه من ايام لفترة الغزو العراقي الغادر لدولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990.
فقد جرت في تلك الفترة وقائع واحداث متسارعة كانت من اشق التجارب التي مرت في حياتي، كما ان ايامي التي احاول ان استعيد فيها هذه الوقائع المؤلمة لكتابتها على صفحات مقالاتي قد تأخرت كثيرا لانها كانت اصعب مهمة حاولت ان اقوم بها وانا امارس عملي في كتابة المقالات بعد التقاعد في مارس 2015 .
الا ان ذكرياتها ووقائعها وتفاصيلها ظلت مخزونة في الذاكرة، فقد كنت قريباً جدا من اصحاب القرار، سواء في البحرين بصفتي سكرتيرا لسمو الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، آنذاك، او بحكم علاقة الصداقة والاخوة التي جمعتني بالشيخ مبارك الجابر الاحمد الصباح، نجل امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح، الذي كان مديرا لمكتب عمه سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الاحمد الصباح وزير الخارجية فترة الغزو الغاشم، وصديق سمو الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة.
وكانت التجربة لاستعادة الوقائع والاحداث والتطورات مكلفة واعتقد انها اضافت الى عمري سنوات لم اعشها، واياما طويلة من المعاناة في البحث والتقصي لتقديم الحقائق الصادقة من دون عبث في مجرياتها.
وكما قلت كانت تجربة ليست سهلة لانني اكتب وقائعها من الجزء الخاص بي، وبعد نزول الستار وتقادم السنين عليها، لاستعادة الممكن في مخزون الذكريات.
كنت مؤمنا أن بعد مضي واحد وثلاثين عاما عليها، بأنه لا بد من الخوض في التجربة لان الحياة لا يجب ان تتوقف وان من حق الناس في هذا العالم ان يعرفوا كيف سارت الاحداث من زاوية اخرى وان كانت تتخذ منحنىً شخصيا، كما لا انكر- وهنا المشكلة- أن دوران الحياة سار بسرعة منذ عام 1990 لان الحياة لا تتوقف وعجلة التاريخ مستمرة في دورانها الازلي.
…يتبع.
وكيل وزارة الخارجية البحرينية
للشؤون الإقليمية و”مجلس التعاون” السابق